Page 150 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 150
العـدد 28 148
أبريل ٢٠٢1 بالمسرحة ،الأكثر سرية بل
والأشد قل ًقا؛ تلك المسرحة
شارل بودلير التي تضع الممثل في قلب
المعجزة المسرحية وتحدده
باعتباره مكا ًنا للتجسيد
القصوي ،حيث الجسد
مزجوج ،جسد حي أنتجه
طبع مبتذل وهو في نفيس
الوقت جسد أنيق مصقول
من خلال وظيفته كشيء
مصطنع.
لا شيء آخر غير هذي
المسرحة النافذة والتي ظلت
مجرد إشارة محبوسة في
المشاريع المسرحية لبودلير.
بينما هي تتدفق منهمرة
في بقية أعماله؛ هكذا عادة
ما تحدث الأمور كما لو أن
بودلير ض َّمن «المسرحة» في
كل شيء عدا وتحدي ًدا أن
تكون متواجدة في مشاريعه
المسرحية .ب ْيد أن هذا التنامي
الهامشي لمكونات جنس
داخل أجناس أخرى :رواية،
شعر ،مسرح ،هي في الأصل
لا تنتمي إليها وغير مهيأة
لاحتضانها إنما هي صفة
الإبداع عمو ًما.
المسرحة عند بودلير مدفوعة
بنفس هذي القوة للإفلات؛
تتفجر في كل مكان هناك
حيث لا تكون ُمنتظرة أو ًل
وخاصة في «الفراديس
المصطنعة» ،يصف فيها
بودلير تحو ًل حواسيًّا من
نفس كنه الإدراك الممسرح،
بما أن الحقيقة وكيفما كانت
عيب متأثرة بمغالاة حادة؛
هي نفسها مثالية الأشياء؛