Page 255 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 255

‫‪253‬‬                ‫ثقافات وفنون‬

                   ‫رأى‬

‫عبد الرحمن طهمازي‬  ‫شجاع العاني‬                         ‫جهاد مجيد‬          ‫إلا الطبقة الحاكمة»(‪.)1‬‬
                                                                         ‫‪ -7‬ميل قصاصين لهم‬
‫كانت تنشره من أعداد خاصة‬               ‫في تطوير القصة القصيرة‬          ‫باعهم الإبداعي في القصة‬
  ‫بالقصة القصيرة وقد لاقى‬             ‫شكليًّا يجدون أنفسهم وقد‬
                                                                           ‫القصيرة إلى الصمت‬
‫ذلك الاهتمام نجا ًحا ملحو ًظا‪.‬‬          ‫نضبت موارد الفن لديهم‬           ‫والانعزال جزئيًّا أو كليًّا‬
  ‫من هنا نفهم سبب تحاشي‬                ‫ولم يعد في جعبتهم شيء‬            ‫عن كتابة قصة المعركة‪.‬‬
    ‫عدد من النقاد المعروفين‬             ‫جديد يجربونه‪ .‬وظل هذا‬         ‫ولا يعني هذا الميل تنكرهم‬
    ‫ومنهم الناقد فاضل ثامر‬            ‫الحال سائ ًدا إلى أن وضعت‬          ‫لقضايا مجتمعهم وهم‬
   ‫ود‪.‬شجاع العاني وياسين‬             ‫الحرب ‪-‬أو كادت أن تضع‪-‬‬          ‫الذين عايشوا الحرب وإنما‬
       ‫النصير وعبد الرحمن‬             ‫أوزارها فبدأت روح جديدة‬        ‫هي رغبتهم في الابتعاد عن‬
 ‫طهمازي التعاطي النقدي مع‬            ‫من التجريب القصصي تطرأ‬         ‫الشمول بظاهرة الاستسهال‬
   ‫هذه القصة سواء في أثناء‬              ‫على كتابات عدد قليل من‬          ‫بروتينيتها ونمطيتها إلى‬
      ‫الحرب أو بعد انتهائها‬          ‫القصاصين التجريبيين وهم‬        ‫جانب عدم اطمئنانهم إلى أن‬
                                         ‫(محمد خضير ومحمود‬          ‫كتاباتهم ستضيف جدي ًدا إلى‬
                  ‫هامش‪:‬‬                                            ‫التقاليد السردية التي أرساها‬
                                          ‫جنداري وجهاد مجيد)‬           ‫قصاصو المراحل السابقة‬
 ‫‪ -1‬الهجوم على الأدب‪ ،‬رينيه ويليك‪،‬‬  ‫فقدموا قص ًصا نوعية أسست‬
                                                                           ‫وبعض هؤلاء منهم‪.‬‬
  ‫ترجمة حنا عبود‪ ،‬الأهالي للطباعة‪،‬‬      ‫لتقاليد ستظهر آثارها في‬      ‫‪ -8‬غياب التجريب احترا ًزا‬
                                     ‫مرحلة ما بعد الحرب بشكل‬         ‫من الأشكلة الفنية وانحيا ًزا‬
        ‫دمشق‪ ،‬ط‪ ،2000 ،1‬ص‪.13‬‬                                          ‫إلى الاعتياد والنمطية بعي ًدا‬
                                       ‫واضح‪ .‬وساهمت المجلات‬
                                     ‫الأدبية العربية والعراقية في‬      ‫عن التمرد على السائد او‬
                                    ‫تدعيم الاهتمام بالتجريب بما‬      ‫التحدي له تطوي ًرا وتغيي ًرا‪.‬‬
                                                                      ‫فلم ُيعن كتّاب هذه القصة‬

                                                                           ‫بالمغايرة في بث القيم‬
                                                                        ‫الجمالية‪ .‬إما لأن سرعة‬
                                                                       ‫الموقف الحربي وآنيته لا‬
                                                                   ‫تسمحان بالتجريب والجمالية‬
                                                                      ‫أو لأن المغايرة والتنويع لا‬
                                                                       ‫طائل تعبو ًّيا أو تحشيد ًّيا‬
                                                                      ‫فيهما‪ .‬والتعبئة والتحشيد‬
                                                                      ‫هما اللذان ينبغي أن تكون‬
                                                                      ‫لهما الأولوية في أية كتابة‬
                                                                   ‫سردية تتناول تجربة إنسانية‬
                                                                      ‫ما في ظل الحرب‪ .‬وهو ما‬
                                                                        ‫جعل بعض القصاصين‬
                                                                        ‫الذين كانت لهم تجارب‬
   250   251   252   253   254   255   256   257   258   259   260