Page 259 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 259

‫‪257‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫رأى‬

      ‫التي استخدمها في توصيل‬           ‫الإجابة عليه تترك للباحث الذي‬      ‫كيف سيبدأ الباحث بحثه‪ ،‬ويليها‬
  ‫المعلومة التي أراد التعبير عنها‪،‬‬         ‫سيضع منهجيته من الجملة‬          ‫خلفية عن البحث تؤطر للورقة‪،‬‬
                                                     ‫المفتاحية للبحث‪.‬‬      ‫وتتناول الدراسات السابقة‪ ،‬ثم‬
    ‫وأن يستخدم الجمل الخبرية‬
   ‫الصريحة الواضحة القصيرة‪،‬‬           ‫يتوجب على كاتب الورقة البحثية‬          ‫يطرح الباحث الإشكالية التي‬
‫إذ تشترط بعض المجلات العلمية‬          ‫الأكاديمية بغرض تقديمها للنشر‬       ‫سيتناولها البحث‪ ،‬ولو من خلال‬
‫الأكاديمية المحكمة عدد محدد من‬
 ‫الكلمات‪ ،‬وتضع قواعد صارمة‪،‬‬              ‫في المجلات العلمية المحكمة أن‬        ‫سؤال أو ُع ّدة أسئلة‪ ،‬وأخي ًرا‬
  ‫حيث لا يستطيع الكاتب تجاوز‬          ‫ُيضمن كل فقرة فكرة‪ ،‬تتفرع عن‬          ‫تتضمن الاستنتاجات التي من‬
  ‫الحد المطلوب من الكلمات‪ ،‬لأنه‬                                            ‫المتوقع أن يصل إليها البحث في‬
‫في هذه الحالة سيأتي على حساب‬             ‫الفكرة الرئيسة التي تضمنتها‬       ‫النهاية‪ ،‬والتي ستتضمنها أي ًضا‬
                                          ‫المقدمة‪ ،‬وعلى مستوى الفقرة‬        ‫الخاتمة التي ستناقش النتائج‪،‬‬
     ‫صفحات مخصصة لأبحاث‬                    ‫الواحدة يكتب وفق تسلسل‬            ‫وتؤطرها في صورة ملخصة‪،‬‬
                        ‫أخرى‪.‬‬             ‫لعناصر الفكرة الرئيسة التي‬         ‫وتشرح النتائج المستفادة من‬
                                      ‫تتناولها الفقرة‪ ،‬و ُيفضل أن ُيقدم‬    ‫الدراسة‪ ،‬وكيف ُيمكن أن يتسع‬
 ‫يكمن الحل في أن ُيخطط الباحث‬           ‫الباحث فكرته من خلال الجملة‬
    ‫منذ البداية التخطيط السليم‪،‬‬         ‫الأولى ‪ ،Topic Sentence‬ويا‬                   ‫الباب لأبحاث أخرى‪.‬‬
                                        ‫حبذا لو استخدم فكرة الأعمدة‬            ‫تحتوي مقدمة أي بحث على‬
‫ويضع القواعد المنهجية الصارمة‬         ‫المؤشرة‪ ،‬التي تبدأ برأس الفكرة‪،‬‬         ‫الخلفية حول الموضوع الذي‬
   ‫التي يتوجب عليه الالتزام بها‬                                              ‫سيتكلم عنه الباحث‪ ،‬وما هي‬
                                            ‫ثم تتفرع إلى أفكار فرعية‪،‬‬     ‫الأفكار التي سيطرحها‪ ،‬وما هي‬
‫التزا ًما صار ًما واض ًحا وصري ًحا‪،‬‬       ‫وعناوين تتفرع عن العناوين‬        ‫الدراسات السابقة عليه‪ ،‬وكيف‬
 ‫ولا يحيد عنها‪ ،‬حتى ُيقيد نفسه‬           ‫الفرعية‪ ،‬والفكرة الرئيسة هي‬       ‫سيبني عليها الباحث‪ ،‬ويجب أن‬
   ‫بعدد الكلمات المطلوبة‪ ،‬فلو أنه‬     ‫تلك الفكرة التي تؤطر للموضوع‬       ‫تكون هناك رجعة حول الموضوع‪،‬‬
   ‫وضع في ذهنه أنه سيعبر عن‬          ‫باستخدام الكلمات الدالة على ذلك‪،‬‬     ‫تبدأ باستعراض ما سبق بطريقة‬
    ‫أفكار بحثه في حوالي خمسة‬           ‫والحكمة تقول‪« :‬إذا كان البحار‬         ‫واسعة وشاملة ثم تضيق من‬
  ‫آلاف كلمة منذ البداية‪ ،‬سيكون‬        ‫لا يعرف وجهته في الإبحار؛ فلن‬            ‫العام إلى الخاص لتصل إلى‬
  ‫أكثر حر ًصا على توصيل المعنى‬          ‫يكون لإبحاره فائدة»‪ ،‬وبالتالي‬         ‫الأهداف المرجوة من البحث‪.‬‬
    ‫المراد التعبير عنه في أقل عدد‬     ‫يجب أن يضع الباحث من البداية‬          ‫وتتضمن المقدمة ثلاثة عناصر‬
  ‫من الكلمات‪ ،‬وهذا يفرض عليه‬            ‫خطة للتعامل مع أفكار البحث‪،‬‬      ‫رئيسة‪ :‬التأسيس والتأطير لفكرة‬
       ‫أن ُيخطط بشكل جيد لكل‬               ‫وأن تكون له وجهة محددة‪،‬‬         ‫البحث من العام إلى الخاص‪ ،‬ثم‬
     ‫محور‪ ،‬و ُيحدد عدد الكلمات‬         ‫ومنهجية واضحة‪ ،‬ومن المهم أن‬           ‫مراجعة مختصرة لما تقدم في‬
  ‫التي سيستهلكها في كل محور‪،‬‬            ‫يعرض الفكرة الأم منذ المقدمة‬       ‫هذا الميدان‪ ،‬والأساس الذي بنى‬
  ‫وأن يستخدم ال ُجمل المختصرة‬                                             ‫عليه الباحث بحثه من الدراسات‬
‫المفيدة بعي ًدا عن التكلف في اللغة‪،‬‬         ‫حتى لا يمل القارئ ويترك‬           ‫السابقة‪ ،‬أي تتضمن الأفكار‬
   ‫والمغالاة في استخدام الكلمات‬      ‫القراءة‪ ،‬وحتى يستطيع أن يتعرف‬           ‫التي سبق أن طرحها باحثون‬
  ‫الصعبة غير المتداولة‪ ،‬إذ يعتقد‬                                          ‫آخرون‪ ،‬وذلك بهدف أن يؤسس‬
  ‫بعض الباحثين أن ذلك ُيضيف‬            ‫على الغاية من البحث من الوهلة‬      ‫البحث لموقعه العلمي الأكاديمي‪،‬‬
 ‫له أكاديميًّا‪ ،‬ولكن الأصح هو أن‬         ‫الأولى‪ ،‬ثم يعتمد نجاح الورقة‬        ‫وكيف سيتناول نقاط سكتت‬
‫ُيعبر عن المعنى الذي ُيريد بجملة‬         ‫البحثية بعد ذلك على التخطيط‬        ‫عنها الدراسات السابقة‪ ،‬ولكن‬
  ‫سهلة بسيطة حتى يستطيع أي‬                                               ‫السؤال الأهم‪ :‬كيف ينتقل الكاتب‬
‫قارئ أن يفهم مقصده في سهولة‬            ‫الجيد‪ ،‬وعرض المحتوى بصورة‬            ‫من فكرة إلى أخرى في المقدمة؟‬
 ‫ويسر من دون تكلف أو مغالاة‪،‬‬               ‫منهجية‪ ،‬ومن المهم ج ًّدا عند‬
‫ومن دون استخدام مفردات غير‬
                                        ‫كتابة بحث علمي بهدف النشر‬
                                        ‫الأكاديمي أن يقوم الباحث منذ‬
                                        ‫الجملة الأولى بإحصاء الكلمات‬
   254   255   256   257   258   259   260   261   262   263   264