Page 264 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 264

‫العـدد ‪28‬‬                          ‫‪262‬‬

                                  ‫أبريل ‪٢٠٢1‬‬

     ‫والحداد الأسود الذي ُيغلف‬     ‫وأضحت الموصل وأهلها ضحية‬             ‫عند الفنان‪ ،‬فالجمال الفني في‬
‫جوانب اللوحة‪ .‬اللون الأزرق بد ًل‬     ‫تلك المؤامرة القذرة‪ .‬لقد اعتمد‬   ‫رؤية الفيلسوف الألماني هيجل‬
                                       ‫الفنان السرد اللوني ووظفه‬
    ‫من أن يجذبنا إلى الحلم واللا‬    ‫جماليًّا لتصوير المأساة في أدق‬       ‫يستمد قوته من المباشر عن‬
   ‫نهائي أخذنا إلى الليل والحزن‬        ‫تفاصيلها فأصبحت المآسي‬            ‫الروح وبالتالي عن الحقيقة‪.‬‬
   ‫العميق‪ ،‬سخره الفنان لتجسيد‬        ‫معطو ًفا بعضها على بعض في‬       ‫التقطت ريشة الفنان موفق أحمد‬
 ‫الدمار والاكتئاب والموت والشر‪،‬‬        ‫توقد اشتعالي‪ ،‬فحين نتأمل‬      ‫بوعي كل تشظيات الخراب التي‬
    ‫أما الضوء فتجلى ثورة لونية‬                                       ‫يخاطب بها التشكيلي بحساسية‬
  ‫تحاكي واقعنا وحالتنا النفسية‬    ‫اللوحة الزاخرة بالرموز الحزينة‬         ‫مفرطة قداسة الألم النفسي‪،‬‬
                                  ‫نقول ‪-‬ونحن أهل الموصل‪ :-‬أهي‬           ‫وو َّثقت أنامله هموم الإنسان‬
     ‫فاستطاع الفنان من خلالها‬      ‫موصلنا؟ لقد مسها الظلام حتى‬        ‫الكبرى وهو يرى تراثه العريق‬
‫إيصال مشاعر الحنين إلى الماضي‬     ‫دمس الحق والخير‪ ،‬وهلكت حتى‬           ‫تحرقه القنابل وتلتهمه النيران‬

   ‫وحقب الألم المتتالية التي مرت‬                    ‫اشتد هلاكها‪.‬‬               ‫وتهدمه فؤوس الشر‪.‬‬
 ‫على العراق‪ ،‬مؤك ًدا أن قوى الشر‬     ‫يفضح الفنان بالألوان النارية‬        ‫لقد حضر الفنان بشخصية‬
 ‫في العالم لا تبصر الجمال إلا في‬   ‫والدموية أمريكا وحلفاءها وليل‬          ‫الحكائي‪ ،‬وبمعجمه اللوني‬

                  ‫الهدم والظلم‪.‬‬         ‫الدجى الذي جلبوه للعراق‬             ‫الخاص وتشخيص دقيق‬
   ‫تجلت في الجدارية التجاوزات‬         ‫في هذه الجدارية ذات السجع‬       ‫للمؤامرة التي ُنف َذت أدواتها في‬
   ‫العدوانية والفساد الذي هدفه‬       ‫اللوني المتناغم وهي تسبح ما‬        ‫عتمة الليل الدامس‪ ،‬إذ انبثقت‬
 ‫تخريب الموصل بحجة تحريرها‬          ‫بين الظل والضوء‪ ،‬فتجلى الظل‬      ‫النيران في أوج حقدها‪ ،‬فأضحت‬
  ‫من داعش‪ ،‬فكان تخريبًا وليس‬       ‫بلون السحب الدخانية والسخام‬        ‫أمريكا وحلفاؤها هم المتآمرون‬
     ‫تحري ًرا‪ ،‬فهل التحرير برؤية‬

                                                                                                        ‫موافق أحمد‬
   259   260   261   262   263   264   265   266   267   268   269