Page 268 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 268
العـدد 28 266
أبريل ٢٠٢1
عام 2003ومكوثها بالموصل المجنحة ومعابدها ذات البهاء علاقتها بالغيب والأديان وكل ما
وما لقيت من مقاومة باسلة من الساطع وقصور سنحاريب يجلب للنفس الطمأنينة والراحة
أهلها وشبابها أحست بالضعف
وآشور بانيبال والفخامة والسكينة من معالم حضارية
والهزال أمام الإرادة العراقية الآشورية كل هذه المعالم الأثرية تدخل السرور إلى قلب الإنسان
العملاقة ،والآثار الحضارية دمرها طيران التحالف من الجو، من نقوش على جدران القصور
الخالدة والقصور العريقة الغائرة والأعداء التاريخيون على الأرض.
في العمق التاريخي ،المبنية من القديمة ،نسفت جدار نينوى
الذهب والفضة والبرونز والمرمر إن أمريكا بعد احتلالها العراق والبوابات التي تحيطها الثيران
والعاج والأرز والصنوبر ،ورأت
في متاحفها الألواح والمسلات الجامع الورى الكبير
وأحست بضآلتها في عجزها
عن فك تلك الخطوط العريقة قلعة باشطابيا
وما حوت من تراثات شتى،
رأت الزخارف والنقوش والفن
الآشوري وفخامته العالية وكل
المواقع التي كانت مأهولة في
الألف السادس قبل الميلاد.
تراجعت أمريكا إلى الوراء إذ
أدهشتها الزخارف الهندسية
والصور الأسطورية والتوهج
اللوني الجمالي الذي نقشه
موفق أحمد على جداريته ،كل
هذا الجمال هدمته قوى الشر
في هدمها للثور المجنح بمعاول
داعش وكل الفنون النفيسة
التي تفنن فيها الفنان الآشوري
والفنان العراقي الحديث.
إن روح الفنان تتأثر بما يدور
حولها من مآس في عالمنا المعاصر،
فالأثر الفني كما يقول الفيلسوف
الألماني هيجل ،ليس له قيمة إلا
من حيث إنه تجليات تمس روح
الإنسان.
تعبر اللوحة عن كل لذة من َزهة
أطفأتها قوى الشر حين هدمت
فراديس الطفولة وخ َربت مدينة
الموصل التي أحبها الفنان وقد
كان يزورها برفقة أبيه في طفولته
ورسخت معالمها في نفسه ،يرسم