Page 273 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 273

‫‪271‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫فنون‬

      ‫إطارات لوحات فنية حية‪،‬‬            ‫والاستجمام‪ ،‬يصعب فتح‬            ‫ارتدى قناع مخرج سينمائي‬
   ‫يختلف محتواها مع اختلاف‬         ‫نافذة في الجدار دون أن تواجه‬        ‫مخضرم‪ ،‬متبنيًا إحدى تقنيات‬

                 ‫فصول السنة‪.‬‬         ‫منظر الطبق الهوائي الخاص‬              ‫التصوير السينمائي بذات‬
    ‫قد يتشابه تأطير نوافذ فيلا‬      ‫بجارك‪ ،‬أو تخرق خصوصيته‬            ‫التأثير‪ :‬مرور البطل بالمصاعب‬
   ‫مالابارت مع تأطير كاميرات‬                                            ‫في جو مكفهر‪ ،‬قبل أن تشرق‬
 ‫التصوير‪ ،‬ليس هذا فقط بل إن‬           ‫إذا ما كانت النوافذ متقابلة‪،‬‬
  ‫تأطير المناظر والمشاهد‪ ،‬يتِمان‬    ‫لهذا يعتزل الفنانون والشعراء‬         ‫شمس نصره في آخر الفيلم‪.‬‬
  ‫بالتقنيات والمبادئ ذاتها‪ ،‬مثل‬                                             ‫ويعتبر فيلم المواطن كين‬
 ‫التناظر المحور ي �‪axial sym‬‬          ‫المدينة صوب الطبيعة‪ ،‬مكان‬
‫‪ metry‬أي أن النصف الأول من‬        ‫للتأمل بعي ًدا عن صخب الشارع‪،‬‬       ‫‪ ،Kane Citizen‬الفائز بجائزة‬
‫الصورة يشبه الثاني‪ ،‬أو النسبة‬                                          ‫أوسكار أفضل سيناريو لسنة‬
   ‫الذهبية ‪Ratio golden The‬‬             ‫المخرجون كذلك يرصدون‬          ‫‪ ،1942‬أحد أولى التجارب التي‬
   ‫وهي تقنية رياضية اكتشفها‬              ‫الطبيعة بمشاهد صامتة‪،‬‬
     ‫الأولون‪ ،‬تضمن الانسجام‬             ‫تمنح المتفرج متعة تنقص‬            ‫عمدت إلى التلاعب بالضوء‬
                                     ‫روتينه اليومي‪ ،‬لهذا فالمنازل‬          ‫والظل من أجل التأثير على‬
              ‫البصري للمتلقي‪.‬‬        ‫في الطبيعة أكثر انفتا ًحا‪ ،‬فهي‬    ‫الإدراك الحسي للمتلقي‪ ،‬حيث‬
                                    ‫تقدم لصاحبها ما لم تقدمه له‬             ‫عمد المخرج أورسن ويلز‬
        ‫الحركة‬                       ‫المدينة‪ ،‬الهدوء والخصوصية‬           ‫(‪ ،)1985 -1915‬إلى تسليط‬
                                       ‫ثم المناظر الطبيعية البعيدة‪،‬‬     ‫الضوء على الشخصية لتمثيل‬
    ‫وأنت تتحرك في الفضاء‪ ،‬في‬       ‫أستحضر هنا «فيلا مالابارته»‬             ‫الخير‪ ،‬وعكس ذلك‪ ،‬تركها‬
    ‫الساحة الغاصة بالناس‪ ،‬أو‬           ‫(‪ )1937‬للمعماري الإيطالي‬         ‫في الظل تجسي ًدا للشر‪ ،‬حيث‬
  ‫في شوارع المدينة المقفرة‪ ،‬هل‬           ‫«أدلبرتو ليبرا» (‪-1903‬‬        ‫تختفي ملامح الممثل ولا يظهر‬
‫سألت نفسك‪ ،‬عما يوجه خطاك؟‬               ‫‪ ،)1937‬المشيدة فوق نتوء‬          ‫سوى خياله الدامس‪ ،‬كما تم‬
   ‫حتى وأنت تسير نحو وجهة‬          ‫صخري على شاطئ البحر‪ ،‬هو‬             ‫التلاعب بالضوء والظل بهدف‬
    ‫معينة فهناك شيء ما يرشد‬       ‫منزل خاص بالمعماري‪ ،‬يقع على‬           ‫الانشطار‪ ،‬أي فصل الشخص‬
‫حركتك‪ ،‬يسير بك دون درايتك‪،‬‬            ‫جزيرة كابري بإيطاليا حيث‬           ‫أو الشيء عن خلفية المشهد‪،‬‬
                                     ‫عمد إلى تصميم نوافذ فارعة‬          ‫بتركيز النور على هذا الأخير‪،‬‬
      ‫في كازابلانكا مث ًل‪ ،‬الناس‬    ‫العرض والطول‪ ،‬تطل مباشرة‬              ‫أو جعله مظل ًما‪ ،‬كل هذا تم‬
                                   ‫على الطبيعة البحرية‪ ،‬على شكل‬      ‫بالتلاعب بكمية الضوء في فضاء‬
                                                                          ‫معتم‪ ،‬بالاستعانة بالإضاءة‬
                                                                     ‫الاصطناعية‪ ،‬المركزة‪ ،‬أو المشتتة‪.‬‬

                                                                     ‫المنظر‪ /‬المشهد‬

     ‫فندق شيراتون بالصين‬                                                 ‫لو التقى مهندس معماري‬
                                                                       ‫ومخرج سينمائي في مدينة‪،‬‬
                                                                       ‫لاتفقا على أنه يصعب تأطير‬
                                                                     ‫منظر خارجي‪ ،‬من نافذة منزل‬
                                                                     ‫أو من خلال كاميرا التصوير‪،‬‬

                                                                          ‫فالمدينة الغاصة بالأعمال‬
                                                                     ‫تسير على وتيرة تجعل الناس‬

                                                                        ‫يتجاهلون مساحات التأمل‬
   268   269   270   271   272   273   274   275   276   277   278