Page 272 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 272

‫العـدد ‪28‬‬                                 ‫‪270‬‬

                                       ‫أبريل ‪٢٠٢1‬‬

 ‫حاجة دائمة إلى الظل‪ ،‬الذي هو‬          ‫فيلم كازابلانكا‪1942-‬‬
   ‫غيابه‪ ،‬ومثلما عمد المخرجون‬
   ‫إلى التلاعب بفكرة التضاد في‬         ‫النسبة الذهبية في معبد البارثينون بأثينا‬
     ‫الأفلام‪ ،‬بين الخير وغيابه‪:‬‬        ‫النسبة الذهبية في فيلم _في مزاج للحب_‬
   ‫«الشر»‪ ،‬فالمعمار قد استعان‬
     ‫بمبدأ الضوء والظل‪ ،‬بهدف‬

‫قولبة فراغات أكثر غنًى وتنو ًعا‪،‬‬
 ‫انطلا ًقا من الفلسفة القائلة بأن‬

     ‫أحدهما يكمل الآخر‪ ،‬الخير‬
   ‫والشر‪ ،‬النور والظلام‪ ،‬حيث‬
‫تندثر قيمة الشيء إذا ما اختفى‬

                       ‫نقيضه‪.‬‬
     ‫ُيعتبر النَّ ْظ ُم المحكم لكل من‬

      ‫الضوء والظل في الفضاء‪،‬‬
      ‫أحد أهم عناصر البناء في‬
  ‫المعابد الدينية‪ ،‬منذ «البانثيون‬
   ‫الروماني» (‪ 27‬قبل الميلاد)‪،‬‬
       ‫مرو ًرا «بكنيسة الضوء»‬
    ‫(‪ )1989‬لتاداو آندو‪ ،‬وحتى‬
    ‫«مسجد سنككلار» المعاصر‬
    ‫(‪ )2012‬بتركيا‪ ،‬هذا الضوء‬
 ‫الساقط من السماء‪ ،‬لينحت هذا‬
    ‫الظل الجاثم في المكان‪ ،‬يرمز‬
 ‫إلى ما يمكن للإنسان رؤيته‪ ،‬لا‬

                         ‫لمسه‪.‬‬
  ‫التباين ‪ contrast‬بين الاثنين‬

     ‫كفيل بالتأثير على تصورنا‬
 ‫للفضاء‪« ،‬لفيلا ميريا» (‪)1939‬‬

     ‫بفنلندا‪ ،‬مدخل ضيق مظلم‪،‬‬
       ‫يخلق لدى الزائر شعو ًرا‬

     ‫بالاختناق‪ ،‬قبل أن يعبر إلى‬
    ‫القاعة الرئيسية ويخال أنها‬
  ‫مضيئة‪ ،‬لكن الحقيقة أن كمية‬
     ‫الضوء فيها بسيط أو ربما‬
‫أضعف‪ ،‬هذا الانتقال عبر الظل‪،‬‬
  ‫لم يخلق الضوء وإنما شعو ًرا‬
  ‫بوجوده‪ ،‬كانت هذه حيلة عمد‬
  ‫إليها المعماري الفنلندي «آلفار‬
   ‫آلتو» (‪ ،)1976 -1898‬الذي‬
   267   268   269   270   271   272   273   274   275   276   277