Page 263 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 263
261 ثقافات وفنون
فن تشكيلي
في جدارية
«التهجير» للفنان
د.منال البستاني
العراقي موفق أحمد (العراق)
النقي من الشوائب والأضغان صوته بألوان شجية تثير الحزن الجهة المقتنية لهذه اللوحة هي
الطائفية. والغم ،مزجها الفنان ببراعة
متحف فالنكبورخ ،هولندا.
أمريكا وذيولها المجوسية متماهية بالأصالة التي توحي مدة الرسم 1742ساعة أي ما
والصهيونية حرضت على بعراقة مدينة الموصل العراقية
الصراعات وإثارة الفتن في ذات التاريخ الحضاري الموغل يعادل 73يو ًما.
العالم ،وقد قال المفكر وعالم اللغة إن جوهر الإبداع كما يقول
الأمريكي نعوم تشومسكي إنها بالقدم ،فغابت بهجة الألوان الفيلسوف الفرنسي هنري
هي التي صنعت داعش وأمدتها الخضر والزرق وكل ما أحبه بيرجسون هو الانفعال العميق
بأعتى الأسلحة لقتل أهل الموصل الآشوريون ونثروه بشكل نقوش الذي يؤججه التلاحم المباشر بين
الأبرياء ،ودربتها على قطع الأيدي وزخارف على جدران الموصل الفنان والموضوع الذي يشغله.
والرؤوس ،فأهل الموصل هم وأسوارها بالحروف المسمارية ها هو الفنان موفق أحمد ينفذ
الذين واجهوا الاحتلال الأمريكي إلى جوهر مأساة مدينة الموصل
برفض شديد وملاحقة جريئة المرصعة بالجمال. فيفجرها عم ًل فنيًّا في سرد
حتى أجبروهم على الانسحاب من يسرد لنا الفنان الملحمة الكبرى لوني يبعث في المتأمل الدهشة
مركز المدينة في مدة قياسية. ذات الهول والفزع التي دارت والانفعال .وحده الخيال كما يقول
أحداثها في أحياء الموصل القديمة الكاتب الأمريكي الكسندر إليوت
التاريخ والتراث يستطيع أن يجمع بين المثالي
وميتافيزيقية الجدارية والحديثة وأصبحت ساحة والخيالي في قيادة عجلته .لقد
مفتوحة للمعارك بالأسلحة انتصرت الرؤيا الثرية بالخيال
إن جمال الجدارية يكمن في أنها الفتاكة ووابل القنابل التي عبر جدارية التهجير في تعبيرها
عارمة بالزخم الروحي حتى أمطرتها قوى الشر الداعشية، الفلسفي والجمالي عن النكبات
كأنها تبدو إر ًثا فنيًّا وأخلاقيًّا ومعها وحشية أمريكا وحلفائها، الإنسانية التي جمعت بين العاطفة
للبشرية جمعاء ،وأنها تمثل على المدينة ،حيث نصبوا الكمائن والوجدان والصراع ما بين القبح
والسيارات المفخخة وزرعوا والجمال في محاكاة الواقع عبر
تجليات مشاعر الحب والغضب العبوات الناسفة بين البيوت دائرة الوعي بالحقيقة ،إذ يصرخ
والأحياء السكنية لإثارة الهلع في
نفوس أهلها ذوي المعارف والفكر