Page 266 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021

‫العـدد ‪28‬‬ ‫‪264‬‬

‫أبريل ‪٢٠٢1‬‬

‫ونسفوا الصليب الذي هو رمز‬ ‫والفنان حرمان أمريكا وحلفائها‬ ‫النوري الكبير الذي يعد واح ًدا‬
‫للمحبة والسلام؟ ع ّمق الفنان من‬ ‫من ما ٍض يعود إلى أكثر من ستة‬ ‫من الجوامع العراقية التاريخية‪،‬‬

‫خلال نسف الصليب الشعور‬ ‫آلاف عام قبل الميلاد بهدم كل‬ ‫والذي يناهز عمره التسعة قرون‪.‬‬
‫بالاضطهاد والظلم ورمز في آن‬ ‫ملاذ يلجأ إليه الإنسان للهروب‬
‫م ًعا إلى الانسجام والتناغم بين‬ ‫من حياة ليس له فيها إلا الشقاء‬ ‫تؤكد الجدارية رؤية العالم‬
‫روح الإسلام والمسيحية‪ .‬داست‬ ‫والفناء‪ ،‬فقصفوا منارة الحدباء‬
‫تمثال الملا عثمان‬
‫أمريكا وحلفاؤها على العصب‬ ‫الشامخة التي تعد من أبرز‬ ‫الموصلي‬
‫الإنساني بما أثارت من فوضى‬ ‫المعالم التاريخية في الموصل أم‬
‫وهلع وقلق يبدو في الجدارية على‬ ‫الربيعين وسلة خبز العراق‪ ،‬هذه‬
‫الملامح الشاحبة للشيوخ والنساء‬ ‫المنارة التي ما انحنت إلا ملتفتة‬
‫والأطفال الذين تسربلوا بالألم‬ ‫للسلام على دجلة الخير‪ ،‬والتي‬
‫وهم يسيرون تسندهم سواعد‬ ‫أنشئت سنة ‪ 1170‬من قبل والي‬
‫أحبتهم نحو المجهول وسط النار‬ ‫الموصل عماد الدين زنكي‪ .‬إلا أن‬
‫الفنان أبقاها شامخة في ذاكرة‬
‫والركام‪ ،‬إنها رسالة تدميرية‬ ‫الفن والجمال بالرغم من النيران‬
‫تبثها أمريكا للعالم بأسره‪ ،‬وهي‬
‫رسالة سلام يبثها الفنان للعالم‪.‬‬ ‫المشتعلة حولها‪ ،‬فالفن إبداع‬
‫الحياة لن يخضع يو ًما ما لمعاول‬
‫استفهامات كثيرة تثيرها‬
‫الجدارية‪ :‬هل حضارة أمريكا‬ ‫الهدم والدمار‪.‬‬
‫وحلفائها هي فلسفة الهدم ودوي‬ ‫يبث الفنان موفق أحمد في‬
‫القنابل وشرعية القتل ونسف‬ ‫جداريته استفهامات عن أمريكا‬
‫الجسور ورموز المحبة والتواصل‬ ‫وحلفائها من المجوس‪ ،‬لماذا‬
‫من خلال هدم القناطر القديمة‬ ‫قصفوا الكنائس التاريخية‬

‫منارة الحدباء الشامخة‬