Page 82 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 82
العـدد 28 80
أبريل ٢٠٢1
الرماح فى الفيوم ،على سبيل الترحيب بمراية فى ضخامتها ،وجاءت للفراغ التام ،الهو ،المُحجرة،
الوطن ،وطننا نحن قبيلة الرماح بالفيوم ،وألقى الأرض الحجرية التى بحطة يد الله ،والأسرة
قصائد لفرحات بو محارب والعياط وعلى بو صالح
العايشة مع الموت بمنتهى الاستسلام والسكينة
وغيرهم من مشاهير شعراء بدو المنطقة. والرضى التام بقضاء الله وقدره.
وفجأة امتعضت مراية .كنت قاع ًدا أنا وهى على
سجادة أمى الحمراء فى المنضرة وسط عشرة رجال وأمى فرحت بمراية ج ًّدا ،وقبَّلتها وحضنتها
معممين ،وحسيت أنها للحظة خافت ،خطر على وتل َّمستها وتح َّسستها طوي ًل وكأنها تعرفها ،أمي
بالها واحد من المشاهد التى لا تنتهى عن أقوام من
في آونتها الأخيرة ..الحقيقة في كل آنيتها تفرح
الهمج انقضوا على وتسعى بجد وإخلاص في موضوع التزاوج،
سيدات غربيات
وأكلوهن والأخبار من قبيل أن فلانة تزوجت فلان أو فلان
أك ًل، بيحب فلانة كانت تشعرها بسعادة حقيقية ،وياما
جوزت بنات ،وكانت تتتسلل بهم إلى الأضرحة
المباركة وحتى السحرة والمشعوذين في سبيل
الجوازة ،وبالمناسبة كانت تتعامل مع شيخ سرة
باتع ناحية الحجر لم تزره ببنت إلا تزوجت.
وعملت لنا وليمة الكسكاس الشهى ودعت لنا
كوكبة من كبار المتكلمين فى العائلة ،وتباروا جمي ًعا
فى تسميع مراية المواقف الزاهية فى تاريخنا التليد
من أول الحملة الفرنسية لمحمد على وسعيد وأم
حليجة وثورة 19حتى الضابط البطل معوض الذى
استشهد على حدودنا الشرقية فى التسعينيات،
وراويتنا العظيم شيخ البلد محمد بو دياب بدأ
بالقصيدة التى قالها جدنا فى الترحيب بالأميرة
عالية بنت الملك إدريس السنوسى حينما
ُزفت لابن عمه محمود بو الباسل شيخ قبيلة