Page 77 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 77
75 إبداع ومبدعون
قصــة
محسن يونس
ست شطحات
الأخذ الذى تأخذنا إليه لنظل نعدو؟! وتظل هى على ( )1لا تنتهى ..لا ينتهى
امتدادها لا تنتهى؟!
لا نعرف من ابتدأ العدو ،وماذا قال حتى نتبعه!!
( )2أين توجد الصحراء؟ الشوارع الرئيسية ازدحمت بالناس الذين يعدون،
ولا يتوقفون ،صار للإسفلت رائحة العرق بعض
رآها مكتوبة على صفحة يافطة كبيرة ،عند أرصفة
ميناء إحدى الممالك ،تواجه الصاعد إلى شوارعها: المترددين قالوا« :الجرى يتعب القلب».
اُختطف هذا البعض بشدة من ملابسه ،لينضم
«دارهم ما دمت فى دارهم». إلى الجمع ،كانت الأنفاس حارة والصدور تعلو
الأقوال رداء ترتديه الأفعال وليس العكس كظن وتنخفض بسرعة« :لماذا هذا الجبر؟! ثم من أى
الكثير من الناس ،لا يهم إن كان الرداء يخفى شىء نهرب؟».
فسا ًدا أو يجلو حسنًا ،أعلن الغريب أنه لا يعنيه كل تسارعت الحناجر إلى الصراخ« :ابتلع لسانك ..وفر
هذا اللت والعجن ،ما يعنيه هو الذهنية التى كتبت أنفاسك ..اج ِر ..من قال أننا نهرب؟».
اليافطة ،هييييه أيها الغريب سوف تواجهك أيضا «ربما نسعى إلى شىء ما».
تلك المقولة« :الإنسان خلق للرغبة وليس للحاجة». «أؤكد أن هذه عدوى».
صاح دون حذر واجب فهو فى بلاد غريبة« :إنهم
«سكوت ..من أين أتيت بهذا اليقين؟ ألا ترى كل
يحرثون الأدمغة لزراعة البلاهة والنفاق». هؤلاء الذين يعدون؟ تجاوزت أعدادهم مجرد
كان بائ ًسا ممزق الثياب مضعضع الأعضاء ،وهو العدوى».
فوق سفينة تعود به إلى بلاده ،يميل فوقه رأس هل شوارعنا هي هي؟! كنا نشعر أنها تساعدنا على
لإنسان يقول« :احمد ربك أنهم تركوك ترحل ،بعد العدو ،كأن هناك من كنسها وعالج حفرها ،وزادها
دوامك على توجيه النقد». اتسا ًعا ،غالطتنا مشاعرنا فرأيناها ازدادت طو ًل،
تطوع أحدهم زاع ًما أنه يمكنه وأد رعونة الغريب، نعرف أن هذا لا يمكن أن يحدث ،ولكن ما هذا