Page 93 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021

‫‪91‬‬ ‫إبداع ومبدعون‬

‫قصــة‬

‫وجدني أضيّق عليه دائرته‪ ،‬بالتساؤل‪:‬‬ ‫ـ َم ْن؟‬
‫‪ -‬هل فاتحتها؟‬ ‫ـ تلك المرأة التي كانت تريد محادثتك‪.‬‬
‫أجاب مرتب ًكا‪:‬‬
‫‪ -‬فيم؟‬ ‫وفي محاولة منى لتبسيط الأمر‪ ،‬أخذت ألومه‬

‫‪ -‬في مسألة زواجكما‪ ..‬قلت له في خبث‪.‬‬ ‫على صده لها‪.‬‬
‫فتهللت أساريره‪ ،‬ولم ينت ِه ليلتها الحديث بيننا‬
‫حاول التهرب من حصاري له‪ ،‬لكنه حينما‬
‫إلا بعد أن حصل منى على وعد‬
‫بمساندته ودعمه‪.‬‬

‫في الاجتماع العائلي الذي عقدناه‬
‫خصي ًصا لمناقشة مسألة زواجه‪،‬‬

‫أصر أبى‪ ،‬أو الشاب كما كان‬
‫يروق له مناداته‪ ،‬على موقفه مدعيًا‬

‫أنه لم يزل يتمتع بعافية يمكنه‬
‫المراهنة عليها‪ ،‬ويثق بمقدرته‬
‫الفائقة على فعل أشياء أخرى‪ ،‬ربما‬
‫يعجز الشباب أمثالنا عن فعلها!‬
‫وأن ليس أمامنا من خيار سوى‬

‫البحث له عن عروس‪.‬‬
‫وحين شم بنبرة صوت أخي‬
‫الأكبر رائحة اعتراض‪ ،‬بدا وجهه‬
‫كشعلة من الغضب يذكيها تاريخ‬
‫مسكون بالرجولة‪ ،‬ولا يسمح له‬
‫‪-‬كما يعتقد‪ -‬بالتراجع عن قراره‪.‬‬
‫حاولت احتواء الأزمة بلباقة تحفظ‬
‫له كبرياءه‪ ،‬وتضمن لي تفويت‬
‫الفرصة على الجميع من وضعنا في‬
‫موقف محرج‪ ،‬لو حدث‪ ،‬من المؤكد‬
‫سوف يخصم من رصيد مكانتنا‬

‫في القبيلة‪.‬‬
‫تفاد ًيا لذلك لجأت على الفور‬
‫لاستخدام براعتي في امتصاص‬
‫ثورته‪ ،‬مؤك ًدا لإخوتي في حذر‬

‫مشروعية مطلبه‪.‬‬
‫وليتني لم أفعل‪ ،‬إذ دفع حرص‬
‫أبي الزائد على إثبات جدارته لنا‬
‫ولعروسه لإنهاك نفسه‪ ،‬ووجدت‬
‫نفسي في صباح اليوم التالي أتقدم‬
‫موكب جنازته‪ ،‬بد ًل من الاحتفال‬

‫معه بعروسه‪.‬‬