Page 97 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 97
95 إبداع ومبدعون
قصــة
ونظفته ،ودهنته بزيت طيب الرائحة ،ولما تكرر الأمر
امتنعت أمه عن القيام بطقس الحموم له ،وبهدوء
انتقلت ملابسه إلى بيت جارتهم واحتلت درفة من
دولابها ،واعتاد على النوم على سريرها وزوجها
لم يعترض وقام بنقل مكان نومه إلى غرفة أخرى،
استيقظ ذات ليلة على صوت أنينها ،كانت العتمة
شديدة في الغرفة ،فغادر السرير وأخذ يحبو حتى
وجد نفسه بالقرب من جسدين ملتحمين ،فغرز
مخالبه في جسد جارهم ،فصرخ ،وقام عنها وهرع
إلى مفتاح النور ،قطب ما بين حاجبيه واكفهر وجهه
لما وجد زوجته تضمه إلى صدرها وابتسامة انتصار
تستقر على شفتيها.
()2
حين دفع برطمان السكر من على الطبلية ،تهشم،
مددته أمه على فخذيها ،وأخذت تلطم ردفيه العاريين
بيدها حتى تركت احمرا ًرا عليهما ،ثم تركته وقامت
لتلم الزجاج المهشم والمخلوط بالسكر وبالمنخل بدأت
تفصله ،ونسيته ،فراح يحبو وألم ينهش مؤخرته
حتى وصل إلى الجدار ،وتساند عليه ،لمحته ،فكتمت
ابتسامتها ،وعادت واستأنفت عملها ،وكما يفعل
الكبار تركت دموعه تنزل بدون صوت يذكر،
وعندما أصبح خارج البيت ،عرفت أنه سيتجه إلى
بيت الأرملة وما عاد يقصد بيت جارتها العاقر.
كانت الأرملة تستمع إلى حديث الأستاذة صفية
المهندس في برنامج «إلى ربات البيوت» ،وهي تقوم
بسرب الغلة ،فلما لمحته جمعت أشياءها ورحبت به:
مرحبًا يا نور عيني ،كانت دموعه ما زالت تنهمر،
ووجهه تحول إلى ساحة مناسبة لاستقرار الذباب،
لدرجة أنه كان يسد فتحتي أنفه ،وبروح مرحة
جلبت الماء من زيرها ،وغسلت له وجهه ،وما بين
فخذيه ،وبعد أن انتهت ،انتصب عضوه الصغير،
فشاهدته ،وصرخت صرخة فرح ،وأمسكت به
وتو َّسلت أن يجعله ُيرد إلى سيرته الأولى ،منكم ًشا
كرجل عجوز مريض ،وقرصته في خديه قرصة
آلمته فانتفض وتحول إلى قط مشاكس ،وحتى
ترضيه ،قامت لتحضر له كوب لبن ،فأصبح بغيابها
الوقت في صالحه ،فبدأ يتحرك على الجدران الملأى
بالشقوق ،دس أنامله فيها ،عثر على لفافة غائبة في
شق ضيق ،جاهد حتى اقتلعها منه ،وحاول فكها،