Page 129 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 129

‫‪127‬‬  ‫تجديد الخطاب‬

  ‫أسباب ذاتية نفسية عند النساء‬        ‫على عدم الزواج‪ ،‬فكانت زوجة‬      ‫الشعراني الذي إن خاف العنت‬
       ‫أنفسهن‪ ،‬كما ساعدت على‬           ‫الشيخ محمد الشويمي بك ًرا‪،‬‬     ‫استعمل بعض الأدوية المسكنة‬
                                    ‫وقال لها لا تتزوجي بعدي أح ًدا‬     ‫لتهدئة الشهوة إلى وقت شفاء‬
    ‫انتشارها أي ًضا وجود بعض‬           ‫فأقتله‪ ،‬فاستفتت أحد العلماء‬
  ‫المؤسسات الاجتماعية الخاصة‬         ‫في ذلك فقال لها هذه خصيصة‬                    ‫زوجته أو موتها‪.‬‬
  ‫بالنساء فقط‪ ،‬فسهلت الابتذال‪،‬‬       ‫برسول الله «ص»‪ ،‬وعقدوا لها‬       ‫وليس الرجال فقط من يعانون‬
‫فذكر ابن دانيال أن إحدى النساء‬         ‫على شخص فجاءه تلك الليلة‬      ‫من الهوس الجنسي‪ ،‬بل النساء‬
 ‫تعودت السحاق من دار معلمتها‬          ‫وطعنه بحربة فمات من ليلته‪،‬‬
   ‫أم إسحق‪ ،‬ووصف ابن الطفال‬           ‫وبقيت بك ًرا إلى أن ماتت وهي‬       ‫أي ًضا‪ ،‬فكانت الزوجة تدخل‬
‫إحدى هذه المدارس التي مارست‬        ‫عجوز‪ .‬وكذلك زوجة الشيخ بهاء‬         ‫لزوجها في السجن لمعاشرتها‬
                                    ‫الدين المجذوب التي انتظرته بعد‬   ‫بعد دفع رشوة للموظفين‪ ،‬وإن‬
    ‫فيها النساء السحاق‪ .‬وهنا لا‬       ‫الجذب‪ ،‬أفاقته سبع سنين فلم‬    ‫كانت حالات قليلة‪ ،‬وكانت بعض‬
     ‫نعمم أن كل هذه المؤسسات‬          ‫يفق فاستفتت العلماء فأفتوها‬   ‫الزوجات تحرص على بقاء الزوج‬
    ‫التعليمية كان يحدث بها هذه‬      ‫أن تتزوج‪ ،‬فجاءها في الليل حين‬     ‫بالمنزل وترفض أن يرتحل إلى‬
    ‫الأفعال‪ ،‬بل حالات فردية ولا‬                                       ‫بلد آخر بدونها‪ .‬وكذلك النساء‬
‫تقلل من دورها العلمي والتعليمي‬            ‫دخل بها زوجها وطعنها‪.‬‬
                                         ‫ومن النساء من استخدمت‬           ‫أي ًضا من لا تستطيع صب ًرا‬
                 ‫في ذلك العصر‪.‬‬     ‫الجنس في الانتحار والتخلص من‬
  ‫وفي الأدب الشعبي يصف ابن‬            ‫حياتها حبًّا في زوجها ورفض‬
‫دانيال أم رشيد القوادة‪ ،‬واحدة‬            ‫العيش دونه‪ ،‬فعندما علمت‬
   ‫ممن يمارسن القيادة المحرمة‬      ‫أردباي جارية السلطان الأشرف‬
                                    ‫برسباي أن زوجها الأمير جاني‬
      ‫التي كان منزلها مشهو ًرا‬          ‫بك الأشرفي مسموم‪ ،‬طلبت‬
     ‫بالقيادة‪ ،‬تجمع بها النساء‬           ‫منه معاشرتها حتى ينتقل‬
‫الجميلات لراغبي الحرام‪ ،‬وعند‬         ‫السم لها وتموت معه‪ ،‬وتوفيت‬
‫موتها أوصت بكفالة هذا المكان‪،‬‬         ‫بعده بعشرين يو ًما‪ .‬وفي ذات‬
    ‫ويؤلف بين قلوب العاشقين‬        ‫السياق وصفت المصادر الأدبية‬
  ‫والجمع بين المحب والمحبوب‪،‬‬             ‫في العصر المملوكي بعض‬
      ‫ونصحت الباغيات بصدق‬          ‫الممارسات الجنسية الشاذة التي‬
    ‫المواعيد والسعي إلى الحرف‬        ‫ع َّفت بعض المصادر التاريخية‬
 ‫والانبساط في مجالس العشاق‪.‬‬         ‫عن ذكرها‪ ،‬حيث وجدت ظاهرة‬
 ‫وكذلك ذكر الشربيني أن الرجل‬         ‫السحاق بين النساء الفاسدات‪،‬‬
  ‫في الأرياف يجامع زوجته فوق‬            ‫فقيل إن رج ًل دخل إلى بيته‬
      ‫الفرن أو في الغيط أو غرف‬      ‫فوجد امراتين وهما في السحاق‬
 ‫الجلة أو فوق الكوم‪ ،‬وقد تمكث‬        ‫فجذب التي من هي فوق وقعد‬
 ‫المرأة الريفية أكثر من أسبوع لا‬   ‫مكانها وقال «هذا عمل يحتاج إلى‬

             ‫تغتسل من الجنابة‪.‬‬                      ‫حبال ورجال»‪.‬‬
   ‫وللفقه دور في هذه العلاقات‬        ‫وقد تعود أسباب هذه الظاهرة‬
                                    ‫‪-‬فض ًل عن حب الرجال للغلمان‬
     ‫حيث تعد مصد ًرا اجتماعيًّا‬
      ‫خصبًا لفهم تاريخ العصر‬             ‫وابتعادهم عن النساء‪ -‬إلى‬
   ‫المملوكي‪ ،‬فيعبر السيوطي عن‬
   ‫استيائه من الممارسات الشاذة‬
      ‫بقوله‪« :‬فإنه لما كثر اللواط‬

                                                                                                     ‫لمملوكي‬
   124   125   126   127   128   129   130   131   132   133   134