Page 126 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 126

‫العـدد ‪25‬‬                           ‫‪124‬‬

                                   ‫يناير ‪٢٠٢1‬‬

‫زوجها فسممته‪ ،‬وكانت توصف‬                    ‫يتعظ وافتض أخرى‪.‬‬          ‫الناصر محمد بن قايتباي الذي‬
‫بجمال فمن تركها لقبح سيرتها‬          ‫وطبيعي أن يكون بعض نساء‬              ‫كان يتلذذ باغتصاب النساء‬
                                   ‫السلاطين والأمراء المماليك على‬        ‫وتعذيبهن وتقطيع أعضائهن‬
    ‫أخذها آخر لحسن صورتها‬           ‫شاكلتهم‪ ،‬بل فقنهم في الفجور‬
  ‫س ًّرا‪ .‬وكذلك ابنة أمير في عهد‬     ‫وخيانة أزواجهن مع أمرائهم‬        ‫الأنثوية وتنظيمها في خيط أعده‬
‫السلطان الأشرف برسباي التي‬           ‫ومماليكهم‪ ،‬فبعض الخوندات‬         ‫لذلك‪ ،‬وقامت أمه خوند أصلباي‬
‫عشقت عب ًدا أسو َد فأدخلته بيت‬        ‫تنازعن على عشق أمير واح ٍد‬
                                    ‫علنًا‪ ،‬حتى قال أحد المعاصرين‬          ‫بتزويجه من إحدى جواريه‬
    ‫زوجها في زي امرأة‪ ،‬وقالت‬       ‫عليهن‪« :‬نساء الملوك قبحهم الله‬          ‫فقام بربطها وسلخ جلدها‬
    ‫لزوجها إنها ابنة أمير كبير‪،‬‬    ‫من نساء في صورة رجال»‪ ،‬بل‬           ‫وحشا جلدها ثيا ًبا بعد دخوله‬
  ‫فخرج الزوج من البيت إكرا ًما‬       ‫اشتهر بعضهن بفسادهن مع‬            ‫بها‪ ،‬وقد اعتاد النزول في بركة‬
     ‫لها وتبيت هي مع الخوند‪،‬‬         ‫خدامهن مثل خوند زينب بنت‬           ‫الرطلي‪ ،‬فإن رأى امرأة جميلة‬
 ‫فباتت مع العبد وسكرا فاتفقت‬        ‫جرباش زوجة السلطان الظاهر‬             ‫في بيتها يهجم عليها ويطلع‬
    ‫معه أن يقتلا زوجها‪ ،‬فهجم‬      ‫جقمق‪ ،‬التي اشتهرت بفسادها مع‬          ‫لها من الطاق ويأخذها غصبًا‬
    ‫عليه فاستغاث وأمسك العبد‬       ‫الطواشي شاهين الغزال‪ ،‬ووصل‬              ‫ويعتدي عليها أمام زوجها‬
    ‫وضرب فأمضى فيه الحكم‪،‬‬         ‫فجورها به أنه عندما ُخصي دعت‬         ‫ويضربه بالمقارع‪ ،‬وقد بلغه أن‬
‫أما الزوجة فحلفت لزوجها أنها‬         ‫الأدباء لتنظيم الأشعار في آلته‪،‬‬  ‫زوجة أحد الأمراء جميلة فهجم‬
 ‫هي وبنت الأمير باتا تلك الليلة‬    ‫وشاعت الأشعار بالقاهرة فتغنى‬
‫وما تعرف شيئًا عن هذه القصة‬       ‫بها الناس إلى أن خاف شاهين أن‬               ‫على بيته فأخفوها منه‪.‬‬
                                   ‫يعلم السلطان‪ ،‬فطلب من صديقه‬           ‫وكان لبعض الأمراء المماليك‬
        ‫فصدقها واستمر معها‪.‬‬                                               ‫ميول جنسية مرضية تجاه‬
 ‫ووجد في العصر المملوكي بعض‬            ‫الوالي جانبك بمنع العامة من‬      ‫نساء الفلاحين بشكل خاص‪،‬‬
                                  ‫التغني بشاهين وإلا عوقب‪ ،‬وبعده‬        ‫كالأمير أقبغا آص الذي يأخذ‬
   ‫النساء اللاتي مارسن البغاء‬                                            ‫نساء الفلاحين عنوة ويفجر‬
  ‫وتدربن على الغواية والتكسب‬          ‫فسدت مع غيره‪ .‬وكذلك ابنة‬           ‫بهن‪ ،‬والأمير بكتمر الساقي‪،‬‬
                                     ‫الأمير صرق زوجة السلطان‬          ‫فرغم رئاسته إلا أنه كان يرواغ‬
     ‫منه‪ ،‬فاستخدمن الأساليب‬                                               ‫نساء الفلاحين‪ ،‬وكذلك كان‬
         ‫المختلفة لإغراء الرجال‬        ‫الناصر فرج الذي اكتشف‬              ‫الأمير بشتاك دائم التعرض‬
                                      ‫علاقتها مع الأمير أحمد بن‬       ‫لنساء الفلاحين ونساء الملاحين‬
     ‫والإيقاع بهم‪ ،‬فكانت بعض‬       ‫الطبلاوي حيث ُوشي بها عنده‬            ‫ويراوغهن‪ ،‬وقد قيل إن أحد‬
  ‫النساء الخواطيء والبغايا ينقشن‬   ‫وأنها تتنكر وتخرج من القلعة‬        ‫الأمراء المماليك خرج إلى الصيد‬
  ‫على فروجهن ومعاصمهن بعض‬          ‫إليه‪ ،‬فقتلهما ذب ًحا ودفنهما في‬       ‫فأخذ هو ومماليكه من نساء‬
‫الرنوك مثل رنكالأمير جمال الدين‬                                         ‫الفلاحين ما يزيد عن سبعين‬
‫آقوش الأفرم‪ ،‬وهو عبارة عن دائرة‬                       ‫قبر واحد‪.‬‬            ‫بنتًا غصبًا‪ ،‬والأمير آق قجا‬
  ‫بيضاء يشقها شطب أخضر عليه‬           ‫وكذلك زوجة الأمير سنجر‬              ‫افتض مائة بكر عنو ًة‪ ،‬وكان‬
 ‫سيف أحمر‪،‬وكانت للبغايا طريقة‬        ‫الخازن التي ُقبض عليها مع‬         ‫الأمير بردبك يجمع عنده بنات‬
  ‫مميزة في السير‪ ،‬إذ كن يمتشطن‬        ‫أحد الحكام‪ ،‬فأبدلوا الحاكم‬        ‫الأيتام من الفلاحين حتى بلغ‬
 ‫المشطة الميلاء‪ ،‬وكن يأخذن بعض‬    ‫بشخص من المجرمين وألبسوه‬                ‫ذات مرة عشرة بنات‪ ،‬فكان‬
                                      ‫ملابس الحاكم و ُعوقب بد ًل‬         ‫يحك لهن ويأتي بعضهن من‬
     ‫الوسائل لمنع حملهن‪ ،‬وكانت‬      ‫منه‪ .‬وأي ًضا زوجة الأمير تمر‬        ‫ورائهن‪ ،‬ثم إنه افتض واحدة‬
  ‫بعض البغايا يتشبهن بالذكور‪،‬‬       ‫بغا أحد مماليك الظاهر جقمق‬          ‫منهن ثم أرضى أهلها ببعض‬
 ‫لأنه انتشر في ذلك العصر إتيان‬       ‫التي فسدت مع أحد الأمراء‪،‬‬          ‫الأموال للسكوت عن ذلك ولم‬
  ‫الذكور لبعضهم‪ ،‬فبار سوقهن‪،‬‬           ‫وقيل إنها خافت أن يعرف‬
‫فعملن على التشبه بالذكور لجذب‬
  ‫الرجال‪ ،‬وكانت بعض العرائس‬
  ‫في ليلة دخلتهن يرتدين ملابس‬
   121   122   123   124   125   126   127   128   129   130   131