Page 125 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 125

‫‪123‬‬  ‫تجديد الخطاب‬

        ‫د‪.‬إيمان صلاح عطاطة‬

     ‫الهوس الجنسي‬
     ‫في العصر المملوكي‬
     ‫بين التاريخ والأدب والفقه‬

‫قضائية أن القاضي شمس الدين‬         ‫أبيه‪ ،‬وأخوه السلطان الناصر‬       ‫باستقراء العديد من المصادر‬
   ‫محمد بن حسن الحنفى على‬            ‫أحمد الذي استخدم الجنس‬
    ‫علاقة بالشيخ شهاب الدين‬         ‫وسيلة للاستيلاء على جواهر‬           ‫التاريخية والأدبية والفقهية‬
                                       ‫نساء أبيه)‪ ،‬وكذلك الأمير‬           ‫المعاصرة للعصر المملوكي‬
‫الكوم ريشى‪ ،‬وفي عهد السلطان‬                                             ‫تبين لنا مدى هوس المجتمع‬
     ‫الأشرف قايتباي ُقبض على‬     ‫إبراهيم بن السلطان المؤيد شيخ‬         ‫على مختلف طبقاته بالجنس‪،‬‬
                                   ‫الذي عشق إحدى حظايا أبيه‪،‬‬           ‫فكانت حياتهم مليئة بالجنس‬
   ‫قاضيين من الأربعة متلبسين‬        ‫وكان الأمير بردبك الأشرفي‬          ‫والانحراف والآثام‪ ،‬فقال أحد‬
     ‫بفاحشة حسبما وصف ابن‬             ‫يراود ابنته عن نفسها كما‬            ‫المؤرخين المعاصرين «أهل‬
    ‫طولون‪ ،‬كذلك ُقبض على أحد‬      ‫ذكرت هي نفسها‪ ،‬وذلك مملوك‬         ‫مصر يعيشون كأنهم فرغوا من‬
                                  ‫زنا بإحدى النساء في شبابه ثم‬
‫نواب القاضى ابن خير متلب ًسا‬        ‫رآها بعد زمن ومعها ابنة لها‬                          ‫الحساب»‪.‬‬
       ‫مع صبى صغير فضربه‬          ‫فراقته البنت وعاشرها‪ ،‬واتضح‬       ‫ورغم تعدد الزوجات والمحظيات‬
             ‫المحتسب وحبسه‪.‬‬                                          ‫للسلاطين والأمراء المماليك إلا‬
                                 ‫فيما بعد أنها ابنته من الزنا‪ ،‬ولم‬
    ‫ومن هوس بعض السلاطين‬           ‫يمنع ذلك رغبته في الزواج بها‪.‬‬       ‫أنهم لم يكتفو بذلك بل ُوجد‬
‫المماليك بالجنس تركوا صلاتهم‬                                           ‫بين هذه الطبقة زنا المحارم‪،‬‬
                                         ‫علاوة على شهرة بعض‬            ‫فمجامعة زوجات ومحظيات‬
      ‫وزمام السلطة لانشغالهم‬         ‫السلاطين المماليك بالشذوذ‬        ‫الأب شي ٌء متداو ٌل بينهم ولم‬
    ‫بالنساء‪ ،‬كالسلطان محمد بن‬
‫حاجي الذي ترك الصلاة وجلس‬                ‫الجنسي وإتيان الذكور‬             ‫يجدوا حر ًجا في ذلك لأنم‬
‫على كرسي العرش ُجنبًا واستمر‬         ‫الحسان‪ ،‬كالسلطان الظاهر‬         ‫وجدوا قبو ًل منهن‪ ،‬مثل ولد ْي‬
‫في ذلك إلى أن انتهى الأمر بخلعه‬  ‫برقوق والسلطان الظاهر ططر‪.‬‬
                                 ‫وكان لبعض القضاة سجل حافل‬              ‫السلطان الناصر محمد بن‬
                   ‫من السلطنة‪.‬‬       ‫بالشذوذ‪ ،‬ففي عهد السلطان‬       ‫قلاوون (السلطان المنصور أبو‬
   ‫ناهيك عن الاعتداءات الجنسية‬      ‫الأشرف برسباي أثبتت دعوة‬        ‫بكر‪ ،‬حيث ذكر السيوطي وابن‬
                                                                    ‫العماد أنه جامع بعض زوجات‬
      ‫الوحشية من قبل السلطات‬
 ‫المملوكية على النساء‪ ،‬كالسلطان‬
   120   121   122   123   124   125   126   127   128   129   130