Page 130 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 130

‫العـدد ‪25‬‬                          ‫‪128‬‬

                                   ‫يناير ‪٢٠٢1‬‬

 ‫قد يضيق عليهما وقد يؤول إلى‬         ‫موضع للغسل ولا آلية تعين‬               ‫في البقاع‪ ،‬وعدمت النساء‬
                 ‫تفويت الصبح‪.‬‬      ‫عليه‪ ،‬وقد تستحي بعضهن في‬               ‫لذة الوقاع‪ ،‬واشتغل الرجال‬
                                    ‫الغالب أن يخرجن إلى الحمام‬           ‫بالصبيان والنساء بالسحاق‪،‬‬
‫ونهى ابن الحاج أن يأتي الرجل‬        ‫في كل أوان والعائلة في البيت‬      ‫وتشيد ركن الفساق‪ ،‬وقام عليه‬
   ‫زوجته وهي على غفلة‪ ،‬حيث‬          ‫وتغتسل‪ ،‬فكانت سببًا في ترك‬           ‫سوق النفاق‪ ،‬أردت أن أؤلف‬
   ‫انتشر بينهم ذلك‪ ،‬فلا بد من‬       ‫الصلاة‪ ،‬وهو يعتقد أنه بريء‬        ‫كتا ًبا في فضيلة النساء وما لهن‬
                                   ‫الذمة في تركهن للصلاة‪ .‬يقول‬          ‫من كمال الاستحقاق»‪ ،‬علاوة‬
‫الملاعبة والملاطفة والممازحة بما‬   ‫«والعجب من أكثرهم أن الواحد‬       ‫على تأليفه لبعض الكتب المتعلقة‬
   ‫هو مباح مثل الجسة والقبلة‬         ‫يشتري الدار بالألف أو يبنيها‬    ‫بهذا الصدد مثل «نواضر الأيك»‪.‬‬
  ‫وما شاكل ذلك‪ ،‬حتى إذا رأى‬         ‫ابتداء ثم يتوضأ في طست ولا‬         ‫وعلينا أن نؤكد أن الآراء التي‬
     ‫أنها قد انبعثت لما هو يريد‬   ‫يعمل موض ًعا للوضوء فض ًل عن‬            ‫ذكرها الفقيه ابن الحاج في‬
   ‫منها وانشرحت لذلك وأقبلت‬         ‫موضع الغسل»‪« ،‬فإن أصابت‬                ‫كتاباته لم تكن مجرد آراء‬
    ‫عليه فحينئذ يأتيها‪ ،‬وينبغى‬       ‫الجنابة بعض المتحفظين منهم‬        ‫فقهية عامة‪ ،‬بل إنها نبعث من‬
    ‫أن يراعي حق زوجته‪ ،‬وأن‬         ‫على دينه خرج إلى الحمام وترك‬        ‫فتاوي معاصرة له في العصر‬
   ‫يأتيها ليصون دينها ويكون‬                                             ‫المملوكي‪ ،‬وباستطلاع كتابات‬
    ‫قضاء حاجته تب ًعا لغرضها‪،‬‬          ‫أهله‪ ،‬وفي الحمام من كشف‬         ‫ابن الحاج تبين أن له دو ًرا في‬
                                     ‫العورات‪ ،‬وكذلك تجد بعضهم‬            ‫معرفة حدود الشرع في هذه‬
‫ويشبه ابن الحاج الرجال الذين‬        ‫يعطي في صداق المرأة المئات أو‬      ‫العلاقات والحقوق والواجبات‬
 ‫يقضون حاجتهم من زوجاتهم‬            ‫الآلاف ولا يعد موض ًعا للغسل‬          ‫بين الأزواج‪ ،‬فيشير إلى أنه‬
                                      ‫بشيء يسير من ذلك»‪ .‬كذلك‬             ‫يستحب للزوج في أول ليلة‬
    ‫وهي لم تقض منه كالبهائم‪،‬‬          ‫يعيب ابن الحاج على الزوجة‬        ‫تدخل عليه الزوجة أو الجارية‬
  ‫وينبغي له إذا قضى وطأه ألا‬       ‫أنها تساعده هي أي ًضا على ترك‬      ‫بك ًرا كانت أو ثيبًا أن يضع يده‬
                                                                     ‫على ناصيتها «مقدم الرأس»‪ ،‬ثم‬
     ‫يعجل بالقيام لأن ذلك مما‬         ‫الصلاة‪ ،‬فلو طلبت المرأة من‬      ‫يقول‪« :‬اللهم إني أسالك خيرها‬
  ‫يشوش عليها‪ ،‬بل يبقى هنيهة‬         ‫القاضي أن يجعل لها وزوجها‬        ‫وخير ما جبلتها عليه‪ ،‬وأعوذ بك‬
                                   ‫موض ًعا للغسل لحكم لها بذلك‪.‬‬      ‫من شرها وشر ما جبلتها عليه‪.‬‬
     ‫حتى يعلم أنها قد انقضت‬           ‫ويقول إن المرأة في أيام البرد‬   ‫ثم يمضي لسبيله»‪ ،‬ويشير أنه‬
   ‫حاجتها‪ ،‬فلا بد أن يشعر بها‬                                          ‫على الزوج إدخال السرور على‬
   ‫لأنها في الغالب لا تطلب ذلك‬        ‫يمكن أن تستغنى عن الغسل‬         ‫زوجته بالإقبال عليها والتحدث‬
 ‫وإن كان بها شهوة أضعاف ما‬          ‫بالسدر وما شاكله‪ ،‬إذ إن أيام‬
‫به‪ ،‬لكن الله سبحانه أعطاها من‬        ‫البرد لا يجتمع فيه القاذورات‬                              ‫معها‪.‬‬
  ‫الحياء ما يغمر ذلك‪ ،‬فإذا رأى‬    ‫ولا الغبار كثي ًرا‪ ،‬فإذا فرغت كان‬      ‫ويشير الفقيه ابن الحاج أنه‬
‫منها أمارات الطلب لذلك فيعمل‬      ‫الغسل في البيت في الموضع المهيأ‬      ‫يعاب على الرجل أنه لا يعلمها‬
   ‫على إرضائها‪ .‬وحذر من ذلك‬       ‫له‪ ،‬لا مشقة فيه‪ ،‬ويكفيها في تلك‬        ‫أحكام الغسل وما يجب وما‬
‫الفعل الشنيع الذي استحدث هو‬       ‫المدة أنها تغتسل من الحيض كما‬
  ‫إتيان المرأة في دبرها‪ ،‬كما حذر‬   ‫تغتسل من الجنابة‪ ،‬وعليها تعلم‬           ‫فيه من الفرائض والسنن‪،‬‬
 ‫أي ًضا أنه إذا اجتمع بزوجته فلا‬  ‫سرعة الغسل‪ .‬ويشير إلى أنه من‬       ‫والغالب في هذا الزمن أن الرجل‬
   ‫يذكر شيئًا من ذلك لأحد حيث‬      ‫آداب الجماع أن لا يكون أحد في‬
                                     ‫البيت غير الزوج والزوجة أو‬         ‫يراعي حق نفسه إذ كانت له‬
     ‫اعتاد بعضهم وصف جمال‬           ‫جاريته‪ ،‬ويفضل أن يكون أول‬            ‫عناية بدينه فيجامع زوجته‬
 ‫زوجته ومحاسنها أثناء العلاقة‬     ‫الليل لأن وقت الغسل يبقى زمنه‬          ‫ويخرج إلى الحمام ويتركها‬
                                     ‫متس ًعا بخلاف آخر الليل فإنه‬
    ‫الحميمة لغيره‪ ،‬وذلك من قلة‬                                              ‫وهي جنبًا وليس عندهن‬
‫عقله‪ ،‬حيث يكون سببًا في فراقها‬

        ‫واتصالها بالموصوف له‬
   125   126   127   128   129   130   131   132   133   134   135