Page 40 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 40

‫العـدد ‪25‬‬                 ‫‪38‬‬

                                                                  ‫يناير ‪٢٠٢1‬‬

              ‫وال ّطائفيّ ُة‪ ،‬بح ٌث عن‬
‫وال ّدين ِّي‬  ‫التّواص ِل الحضار ِّي‬
    ‫على‬       ‫الخلاّق‪ ،‬مع التّركي ِز‬
‫العمذعاا ِبصالرإنواسلاتّبِن اشليفرل بسحطتيمني ّيِة‬
              ‫انتصار ِه‪:‬‬

‫«كنت يهود ًّيا قبل المسيح‬
              ‫ومسيحيًّا قبل محمد‬
              ‫وبعد نكاية الله‬

‫صرت فلسطينيًّا بلا وطن‬
‫وبوذ ًّيا بلا طائفة»(‪.)17‬‬

   ‫‪ -3‬المرجعية‬                                      ‫ياسين عدنان‬               ‫صلاح بوسريف‬  ‫رفعت سلام‬
‫الفلسفية‪ :‬من فلسفة‬
 ‫الحياة‪ ،‬إلى فلسفة‬

     ‫القصيدة‬

‫يسعى ال ّشاعر موسى حوامدة في كتاباته ال ّشعرية‬                     ‫لك ّن ال ّشاعر موسى حوامدة «على خطاه يسير»‪،‬‬
‫إلى عقلنة القصيدة بالفلسفة‪ ،‬ومن ث ّم يصعب فصل‬                      ‫ويجي ُب عن هذه الإشكالية ميتاشعر ًّيا من داخل‬

   ‫ما هو شعر ٌّي عن ما هو فلسف ٌّي‪ ،‬حتّى أصبحت‬                                                        ‫القصيدة‪:‬‬
    ‫الفلسفة حياة بالنسبة للشاعر‪ ،‬يقول‪« :‬تتغلغل‬                              ‫«كل الأصدقاء الّذين صادفتهم أصداء‬
     ‫تلقائيا ف ّي‪ ،‬في روحي‪ ،‬فصرت أرى الحياة من‬
    ‫خلالها‪ ،‬وحين أكتب أجدها داخل الفكرة البكر‪،‬‬                                          ‫كل الّذين أحببتهم أسماء‬
                                                                                                        ‫أما أنا‪..‬‬
            ‫وداخل الكلمة البدء‪ ،‬وخلال المتن»(‪.)18‬‬
 ‫فإذا كان ال ّشاعر يجدها داخل الفكرة‪ ،‬فإ ّن القارئ‬                                        ‫فعلى خطاي أسير»(‪.)15‬‬
                                                                    ‫مخالفة ال ّشاعر للنموذج ال ّديني المأثور‪ ،‬ذلك ما‬
     ‫دون عناء يجدها داخل القصيدة‪ ،‬في أسطرها‬
     ‫ال ّشعرية‪ ،‬وفي ال ّصورة ال ّشعرية‪ ،‬في المضمون‬                    ‫نلاحظه في هذه المجموعة ال ّشعرية‪ ،‬حيث ك ّل‬
  ‫الكليّ للقصيدة‪ ،‬هكذا نجد أقوا ًل فلسفية‪ ،‬وأسماء‬                   ‫المرجعيات ال ّدينية الموظفة قائمة على خلخلة أفق‬
      ‫فلاسفة‪ ،‬ورؤى فلسفية للوجود عبر ال ّشعر‪:‬‬                      ‫المتلقي‪ ،‬وفي سياق توظيف ال ّرموز ال ّدينية ينتقل‬
                                                                   ‫ال ّشاعر من رمز يوسف عليه ال ّسلام‪ ،‬إلى رمزية‬
                                     ‫«فأنت الله‬
             ‫وأنا هيغل يجرجر أذيال الفكرة»(‪.)19‬‬                                     ‫موسى ونوح عليهما ال ّسلام‪:‬‬
                                                                                                   ‫« ُغرابي يطير‬
 ‫‪ -4‬المرجعية ال ّصوفية‪ :‬من ضيق‬                                                                       ‫باركه نوح‬
     ‫العبارة إلى اتساع ال ّرؤيا‬
                                                                                             ‫عاد بلا هزيمة»(‪.)16‬‬
‫الثّقافة ال ّصوفية والفلسفية التي تأثر بها ال ّشاعر‬                 ‫وفي قصيدة «أديان»‪ :‬تولي ٌف شعر ٌّي بين أديان‬
    ‫ليست هي ال ّصوفية ال ّطرائقية التّقليدانية‪ ،‬بل‬               ‫مختلفة‪ ،‬وشعا ٌر دين ٌّي جدي ٌد‪ ،‬قوام ُه المحبّ ُة والأخ ّوة‬
                                                                 ‫الإنسانيّة‪ ،‬وكأ ّنه رصد لتحولات المعتقدات ال ّدينيّة‪،‬‬
‫ال ّصوفية التّأملية‪ ،‬وهي ما جعلته ينتقل من كتابة‬                  ‫وبحث عن وحدة الأديان في زمن تسود ُه التّفرق ُة‬
 ‫القصيدة ال ّطويلة ذات ال ّصبغة وال ّرؤية ال ّسردية‬
   35   36   37   38   39   40   41   42   43   44   45