Page 157 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 157
155 الملف الثقـافي
موردخاى كيدار كيلي كرافت سام براون باك أخذت تحرز تقد ًما متزاي ًدا
لقبولها ،بعد أن كانت تكاد
«إسرائيلية» فيما تصدره بديل فلسطيني لها يمرر تقف على قدم المساواة مع
الأردن لأمريكا ،والموضوع أهداف الصهيونية. نظام «الأبارتهيد» (الفصل
كان في إطار «إتفاقية التجارة العنصري) في جنوب أفريقيا
الحرة الأمريكية الإسرائيلية» في خضم هذه الموجة
الموقعة عام 1985م ،والتي الثانية في التسعينيات قامت قبل أن يسقط بدوره.
الأردن بتطبيع العلاقات مع حتى وصلنا إلى الموجة الثانية
كانت تمنح «إسرائيل» «إسرائيل» ،ووقعت معاهدة
الميزات التفضيلية في الأسواق من التطبيع بعد نهاية حرب
للسلام بين البلدين عام الخليج في التسعينيات ،والتي
الأمريكية. 1994م ،واختلف التطبيع تلتها اتفاقية أوسلو وظهور
وفي نهاية النصف الأول من الأردني عن سابقه المصري السلطة الفلسطينية بعدها ،إذ
العقد الأول في الألفية الجديدة، حيث قامت أمريكا -وفي صاحب ذلك مشروع أمريكي
أي في عام 2004م وفي خضم سياق فرض «إسرائيل» لتمكين «إسرائيل» من الهيمنة
التدافعات الدولية و»سياسات على المنطقة بدافع الحاجة الحضارية والاقتصادية على
التقدم للأمام» عبر «تفجير الاقتصادية وضعف الوضع
التناقضات» ،نجحت أمريكا العربي بعد حرب الخليج- المنطقة العربية ،تحت اسم
بعد سقوط بغداد (2003م) بتمرير ما سمي بـ»اتفاقية «الشرق أوسطية» ،لكن هذا
واحتلالها ،وبعد أربعة أعوام الكويز» ()QIZ أو «المنطقة المشروع انهار بعد اغتيال
من انطلاق انتفاضة الأقصى الصناعية المؤهلة» (Qualified إسحاق رابين رئيس وزراء
)Industrial Zone ،لتسمح إسرائيل الذي كان الطرف
الفلسطينية (الانتفاضة للأردن بالدخول في نطاق السياسي الذي يدعم المشروع
الثانية) ،نجحت في أن تضم التجارة التفضيلية مع أمريكا،
مصر لاتفاقية الكويز ،لينتقل شرط وجود نسبة مكونات من الجانب الصهيوني.
ودخلت الموجة الثانية من
التطبيع المصري للمرة التطبيع تحت شعار« :الأرض
مقابل السلام» مرحلة الموت
المبكر ،لكنها خلقت معضلة
جديدة للجانب الفلسطيني بعد
ظهور «السلطة الفلسطينية»
داخل الأرض المحتلة ،دون
أفق سياسي منظور ،لا
يمكنها التقدم مع غياب تيار
«إسرائيلي» يقبل السلام ،ولا
يمكنها التراجع والعودة لحالة
المقاومة السياسية والمعنوية
خارج فلسطين ،لتغير الوضع
الدولي ،وأصبحت في موقف
مأزوم وجود ًّيا لا يمكنها
التقدم ولا يمكنها التراجع،
وكذلك لا تستطيع الانسحاب
وحل نفسها خو ًفا من تخليق