Page 161 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 161
159 الملف الثقـافي
نبيل فياض يوسف زيدان فهد الشمري مثلت هزيمة لمحاولة التحديث
من خلال وجود الذات العربية
شرطيته فكرة مركزية تختلف تما ًما
تتبدى تمثلات خطاب عن مشروع التطبيع الذي كان و»مستودع هويتها» عمو ًما.
الاستلاب تفري ًقا له عن مطرو ًحا على الطاولة المصرية وأقر بعضهم س ًّرا وبشكل
التطبيع ،في الشرطيات التي كامن وغير معلن أن التحديث
كان يطالب بها الجانب العربي مع اتفاقية السلام ،أو مع
في عملية التطبيع ومنطقيتها اتفاقية أوسلو في التسعينيات يجب أن يكون «حداثة»
وعدالتها ،في حين خطاب بين الفلسطينيين والصهاينة. بالمفهوم الغربي الكامل الذي
الاستلاب لا يطرح أي شروط حيث يقوم خطاب الاستلاب نشأ مع «المسألة الأوروبية»،
للخضوع لرواية الآخر
الصهيوني والغربي ،التي على الخضوع لرواية الآخر والذي يشمل تبني كافة
وصلت لذروتها مع مفهوم الصهيوني وتصوره للصراع مكونات «مستودع الهوية»
«الاتفاقيات الإبراهيمية». الأوروبي ،والتخلي تما ًما عن
في عملية التطبيع القديمة؛ سياسيًّا ودينيًّا وتاريخيًّا، الذات العربية والانسلاخ عن
كانت آخر رواية للذات وتفكيك وكبح رواية الذات
العربية لتطبيع العلاقات مستودع هويتها.
مع الصهيونية ودولتها العربية للصراع سياسيًّا وربما ظل هذا التيار في حالة
«إسرائيل» ،تحت اسم ودينيًّا وتاريخيًّا أي ًضا.
«المبادرة العربية للسلام» كمون يتحرك على استحياء
التي طرحت في السعودية ثان ًيا :آليات فرض ودون وجود ظرفية تاريخية
عام 2002م ،وقدمت عدة الاستلاب والتطبيع
اشتراطات للتطبيع وقبول بين الأنماط الخشنة حاملة ورافعة؛ حتى جاء
ترامب ومشروع صفقة القرن،
والناعمة
لتصفية القضية الفلسطينية،
-1مفارقة اشتراطات التطبيع حيث وجدها هؤلاء فرصة
ومجانية الاستلاب ولا تاريخية على طبق من ذهب
لسحق «مستودع الهوية»
العربي في التزامه وقضيته
الأساسية الفلسطينية،
والتعبير عن أنفسهم.
ليصبح هذا التيار خط ًرا
داخليًّا يشن حر ًبا ناعمة
ومشرو ًعا لـ»الهيمنة
بالوكالة» لصالح الصهيونية
وأمريكا ومن شايعهما،
ويروج لحسنات الخضوع
للهيمنة للآخر والتخلي عن
«الذات» و»مستودع هويتها»،
وليس مجرد الخطاب القديم
للتطبيع السياسي ،أو حتى
الصناعي والتجاري.
بل يقوم خطاب الاستلاب
للآخر الصهيوني ممث ًل عن
الذات الأوروبية /الغربية ،على