Page 162 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 162

‫العـدد ‪27‬‬                              ‫‪160‬‬

                                 ‫مارس ‪٢٠٢1‬‬                           ‫الآخر الصهيوني‪ ،‬ويمكن‬
                                                                     ‫القول بيا ًنا للاختلاف بين‬
    ‫فؤاد (بعد ظهور الإتفاقية‬             ‫للسيطرة الصهيونية‬         ‫اشتراطات التطبيع القديمة‪،‬‬
   ‫الإبراهيمية)‪ ،‬وروج خطاب‬        ‫المباشرة‪ ،‬ولا عودة للاجئين‬       ‫ودعاوي الاستلاب الحالية‪،‬‬
 ‫الاستلاب لرواية تفوق الآخر‬                                      ‫أن الاستلاب مع صفقة القرن‬
 ‫علميًّا وحضار ًّيا كما مع مراد‬                 ‫الفلسطينين‪.‬‬         ‫قضى على الشروط العربية‬
                                    ‫ولتوضيح التباين الواضح‬
                     ‫وهبة‪.‬‬        ‫بين المبادرة العربية وشروط‬                   ‫ومحاها تما ًما‪.‬‬
        ‫ومع توقيع الإمارات‬                                              ‫كانت الشروط العربية‬
    ‫والبحرين لاتفاقية السلام‬           ‫التطبيع‪ ،‬وصفقة القرن‬           ‫تتضمن‪ :‬دولة فلسطينية‬
 ‫مع «إسرائيل» فكان الأمر قد‬      ‫ومشروع الاستلاب‪ ،‬نذكر ما‬               ‫مستقلة‪ ،‬تكون القدس‬
 ‫وصل لذروته وصفقة القرن‪،‬‬                                         ‫الشرقية عاصمة لها‪ ،‬والعودة‬
 ‫التي جاءت دلالتها من الاسم‬        ‫جاء على لسان كيلي كرافت‬       ‫لحدود ما قبل عدوان ‪1967‬م‪،‬‬
  ‫الذي منحه ترامب للاتفاقية‬      ‫المندوبة الأميركية الدائمة لدى‬  ‫وعودة اللاجئين الفلسطينيين‪،‬‬
      ‫وهو «اتفاقية إبراهيم»‪،‬‬
   ‫ولكي نختصر دلالة الاسم‬          ‫الأمم المتحدة في فترة ولاية‬            ‫وتفكيك المستوطنات‬
   ‫على الناس في سياق خطاب‬          ‫ترامب‪ ،‬وفي جلسة استماع‬            ‫الصهيونية داخل الحدود‬
‫الاستلاب للرواية الصهيونية‪،‬‬         ‫لمجلس الأمن‪ ،‬حيث «قالت‬        ‫الفلسطينية فيما قبل ‪1967‬م‪،‬‬
    ‫نقول إن «الإبراهيمية» في‬       ‫كرافت إن وضع السلام في‬             ‫وكانت كل هذه الشروط‬
     ‫التصور اليهودي الديني‬           ‫الشرق الأوسط يؤكد أن‪:‬‬           ‫في مقابل مجرد الاعتراف‬
  ‫تعني سيطرتهم وحدهم على‬             ‫مبادرة السلام العربية لم‬        ‫بـ»إسرائيل» سياسيًّا‪ ،‬من‬
  ‫المنطقة من النيل للفرات وفي‬     ‫تعد ضرورية‪ ..‬واعتبرت أن‪:‬‬           ‫خلال علاقات دبلوماسية‬
 ‫قلبها فلسطين‪ ،‬وهيمنتهم على‬         ‫المبادرة العربية للسلام‪ ،‬لا‬    ‫تشمل بشكل أساسي تبادل‬
                                 ‫تقدم التفاصيل التي نحتاجها‬
                    ‫العرب‪.‬‬                                                        ‫السفارات‪.‬‬
  ‫وكأن الأمر انتقل من شعار‬             ‫للتوصل إلى سلام بين‬                ‫في حين جاء خطاب‬
 ‫«الأرض مقابل السلام» الذي‬        ‫الفلسطينيين والإسرائيليين‪،‬‬          ‫الاستلاب وتبنيه للرواية‬
  ‫تواكب مع تسعينيات القرن‬                                           ‫الصهيونية مجانيًّا؛ وقضي‬
 ‫الماضي‪ ،‬واتفاقية أوسلو‪ ،‬إلى‬        ‫وما تحتاجه المنطقة اليوم‪،‬‬       ‫على الرواية العربية القديمة‬
   ‫«السلام مقابل تجميد ضم‬        ‫هو صفقة سلام تجلب الدعم‬              ‫للتطبيع واشتراطاتها في‬
                                  ‫الاقتصادي والاستثمار الذي‬         ‫«المبادرة العربية للسلام»‪،‬‬
     ‫المزيد من أرضكم»‪ ،‬وهو‬                                           ‫وتجاوز حتى المرجو منها‬
   ‫ما أعلنه نتانياهو في خضم‬          ‫تشتد الحاجة إليه للشعب‬      ‫للصهيونية وهي عملية التبادل‬
‫توقيع الاتفاقية الإبراهيمية مع‬                ‫الفلسطيني»(‪.)5‬‬          ‫الدبلوماسي‪ ،‬وانتقل من‬
                                                                    ‫القضاء على شروط الرواية‬
                  ‫الإمارات‪.‬‬      ‫وروج خطاب الاستلاب الذي‬            ‫العربية للتطبيع‪ ،‬إلى القبول‬
   ‫واللافت للانتباه ‪-‬والكلام‬     ‫قدمه زيدان ومن تبعه للرواية‬       ‫بشروط الرواية الصهيونية‬
                                 ‫الصهيونية دينيًّا‪ ،‬فنفى علاقة‬      ‫التي تقول بالقدس عاصمة‬
       ‫هنا موجه لمن يقدمون‬                                         ‫موحدة لإسرائيل‪ ،‬ولا توجد‬
      ‫إسرائيل كمحب للسلام‬           ‫المسلمين بالمسجد الأقصى‬        ‫دولة فلسطينية مستقلة‪ ،‬ولا‬
  ‫ويستلبون لها‪ -‬أن مشروع‬            ‫والقدس وأكد على الرواية‬        ‫تفكيك للمستوطنات بل ضم‬
   ‫السلام التاريخي‪ ،‬الذي تم‬       ‫الدينية اليهودية التي تستند‬    ‫المزيد من الأرضي الفلسطينية‬
     ‫في أعقاب تفكيك وخلخلة‬       ‫إليها الصهيونية‪ ،‬وكذلك روج‬
    ‫قديمة للمنطقة العربية في‬         ‫خطاب الاستلاب للرواية‬
  ‫التسعينيات‪ ،‬باستراتيجيات‬
    ‫الصدمة والرعب في حرب‬              ‫الصهيونية سياسيًّا من‬
                                   ‫خلال الاعتراف حتى بدولة‬
                                  ‫«إسرائيل» كـ»دولة يهودية»‬

                                       ‫يكون العرب المسلمون‬
                                 ‫والمسيحيون فيها درجة ثانية‪،‬‬

                                     ‫كما جاء في خطاب أماني‬
   157   158   159   160   161   162   163   164   165   166   167