Page 167 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 167
ظل الموقف الشعبي المصري والثقافي الشيعي داخل الحاضنة
العام على قطيعة مع مشروع التطبيع العربية ،لصالح «إسرائيل»
الرسمي ،ورفض المصريون معظم والصهيونية .وفي تأكيد
محاولات التطبيع وفرضه عليهم ،وأصبح على العلاقة بين الاتفاقيات
«الإبراهيمية» وصفقة القرن،
عندنا في أرض الواقع موقفان يعبران وتفجير تناقضات مع إيران،
عن مصر ،مصر الرسمية والتطبيع
وبعد انتهاء ولاية ترامب
السياسي ،ومصر الشعبية والرفض بأيام معدودة ،حدث أن
التام لقبول الصهيونية ودولتها ،في «قال السفير الأمريكي في
إسرائيل المنتهية ولايته ،ديفيد
ظل أعمالها العنصرية والإرهابية فريدمان ،إن أي قرار للرئيس
والتوسعية التي لم تتوقف أب ًدا على جو بايدن «بإلغاء العقوبات
حساب الفلسطينيين وأرضهم المفترضة والتقارب مع إيران ،سيعرض
اتفاقيات تطبيع العلاقات
2020م ظهرت عدة أسماء إذ نجح ترامب في تمرير الأخيرة بين إسرائيل ودول
في الوطن العربي؛ تبنت العديد من بنود صفقة القرن
عربية للخطر»(.)7
خطاب الاستلاب الذي خرج واقعيًّا في فلسطين ،ونقل وكانت آخر ضرباته المدوية
به يوسف زيدان كـ»نمط السفارة الأمريكية في القدس قبل أن يرحل بفترة قصيرة،
إلى فلسطين ،عبر سياسات
إعلامي» متكرر ،بمرجعيات الخنق والتجويع والحصار، مع المغرب حينما فجر
متباينة :علمانية ،ودينية، ولولا قدرة الشعب الفلسطيني التناقض القديم الذي تركه
وسلطوية بالأساس. الاستعمار الأوروبي بها،
جمع بين كل منهم سابق على المقاومة والتضحية عن الصراع حول الصحراء
دفا ًعا عن مكونات «مستودع الغربية ،وحينما ساوم المغرب
وجود أزمة أو قطيعة لأسباب على الانضمام لصفقة القرن
مختلفة مع الذات العربية، الهوية» الخاص به ،خاصة
وصلت لحد التطرف أو إزاء مخططات تهويد القدس والتطبيع مع إسرائيل أو
الاستلاب لروايتها ،في مقابل
الانفصال عنها ،لياتي خطاب واحتلال المسجد الأقصى،
الاستلاب وظرفية صفقة لبلغت الأمور هناك ح ًّدا صعبًا. الاعتراف بأحقية المملكة
القرن لتعبر عنها. المغربية في الصحراء الغربية.
وهي مجموعة من النخب ثال ًثا :الاستلاب الدرس القوي هنا هو غياب
تباينت انتماءاتها بشدة ما بين النخب الثقافية
والأنظمة السياسية السنياريوهات العربية
بين البعض صاحب الخلفية البديلة في مواجهة تفجر
الدينية ،أو الخلفية العلمانية، -1طابور استلاب النخب «مستودع الهوية» العربي،
أو الخلفية القومية نو ًعا ،أو الطويل من المحيط للخليج وعدم الاهتمام الكافي بدراسة
في الفترة من 2015م وحتى «أنماط التدافع» التاريخية في
الخلفيات المتنوعة الأقرب ما قبل الربع الأخير من عام الحاضنة العربية والإسلامية،
للتماهي مع السلطة وتمثلاتها سواء داخليًّا بين مكوناتها
المتنوعة ،أو في العلاقة بين
في الوطن العربي ،خاصة السني والشيعي ،أو بين
العربي والفارسي والتركي.