Page 165 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 165

‫‪163‬‬          ‫الملف الثقـافي‬

‫فرحات عثمان‬  ‫صالح الفهيد‬       ‫سليمان الطراونة‬                       ‫الوعي وتفكيكه‪ ،‬تأكي ًدا على‬
                                                                   ‫محاولة كسر الإرادة العربية‬
     ‫على المستوى العربي تم‬       ‫(العراق والكويت) بتخطيط‬
‫استخدام طبقة أو نخبة ثقافية‬          ‫أمريكي‪ ،‬أو بين العرب‬            ‫وصدمها عبر نمط الحرب‪،‬‬
                                                                    ‫ليتبعه دخول مصر التطبيع‬
   ‫مأزمة تجاه ذاتها العربية‪،‬‬    ‫وأمريكا (العراق وأمريكا في‬
‫ولديها من الأسباب والدوافع‬     ‫حرب الخليج الثانية‪ ،‬واحتلال‬            ‫الاقتصادي والتجاري مع‬
‫الشخصية ما يجعلها في حالة‬       ‫بغداد بدايات القرن الجديد)‪.‬‬          ‫الصهيونية واتفاقية الكويز‬
 ‫«استلاب للآخر» ولمتلازمات‬
                                  ‫ليظهر عندنا نمط «تفجير‬                          ‫عام ‪.2004‬‬
  ‫«المسألة الأوروبية» وقيمها‬    ‫تناقضات مستودع الهوية‬             ‫ومنذ ذلك الحين مررنا ببعض‬
       ‫الثقافية التي صدرتها‬
                                    ‫وإدارته» لتمرير همينة‬            ‫الحروب الصغيرة في الملف‬
 ‫للعالم‪ ،‬في تواكب بين تفجير‬    ‫إسرائيل وفرضها عبر تفجير‬            ‫اللبناني والفلسطيني‪ ،‬أنتجت‬
     ‫مستودع الهوية العربي‬
                                    ‫التناقضات الداخلية بين‬            ‫نو ًعا من الثبات في الإرادة‬
  ‫ضغ ًطا على الأنظمة العربية‪،‬‬   ‫الدول وفي الحاضنة العربية‪،‬‬         ‫الفرعية هناك تجاه المخططات‬
    ‫كسياسة خارجية يطبقها‬
   ‫الآخر الأمريكي ممث ًل عن‬        ‫وبين محيطها الإسلامي‬              ‫الأمريكية والصهيونية‪ ،‬ثم‬
     ‫الذات الأوروبية القديمة‬      ‫(إيران وتركيا) والأفريقي‬           ‫جاءت الثورات العربية مع‬
                               ‫أي ًضا (سد النهضة نموذ ًجا)‪،‬‬       ‫مطلع هذا العقد لتصدم الوعي‬
‫و»المسألة الأوروبية» بتعاليها‬    ‫من خلال ما يمكن تسميته‬              ‫الغربي باستعادتها لخطاب‬
   ‫وعنصريتها‪ ،‬وبين خروج‬         ‫بـ»تكتيكات تفجير مستودع‬              ‫المبادرة وإسقاط كل ذاكرة‬
      ‫بعض العرب ‪-‬في قبول‬           ‫الهوية العربي»‪ ،‬وطبقاته‬            ‫القهر وفرض الإرادة عبر‬
                                ‫المتراكمة والمتنوعة‪ ،‬وارتباط‬
 ‫وتمرير مؤسسي ما‪ -‬ليعلن‬        ‫ذلك بظهور خطاب الاستلاب‬                   ‫حروب القرن الماضي‪.‬‬
 ‫انسلاخه تما ًما عن مستودع‬       ‫عربيًّا‪ ،‬وخطاب «الاتفاقيات‬         ‫ليظهر أمامنا نوع جديد من‬
  ‫الهوية العربي ذلك وفساده‬      ‫الإبراهيمية» غربيًّا وأمريكيًّا‪.‬‬   ‫فرض الهمينة وصدمة الوعي‬

                      ‫كلية‪.‬‬                                           ‫بالطريق الناعم مع صفقة‬
                                                                      ‫القرن والرئيس الأمريكي‬

                                                                                ‫دونالد ترامب‪.‬‬
                                                                      ‫‪ -3‬نمط خطاب الاستلاب‬

                                                                       ‫الناعم‪ :‬تفجير تناقضات‬
                                                                       ‫مستودع الهوية وإدارته‬
                                                                      ‫تختلف التكتيكات التي تم‬
                                                                      ‫استخدامها لفرض خطاب‬
                                                                       ‫الاستلاب ومحاولة كسر‬
                                                                    ‫إرادة الجماهير العربية‪ ،‬عن‬
                                                                   ‫الأسلوب القديم لنمط الحرب‬
                                                                   ‫من أجل صدم الوعي العربي‬
                                                                  ‫وفرض وجود إسرائل وتطبيع‬

                                                                                    ‫وجودها‪.‬‬
                                                                  ‫إذ سننتقل من الحرب الخشنة‬

                                                                      ‫المباشرة سواء بين العرب‬
                                                                   ‫وبين «إسرائيل» (‪67- 48-‬‬
                                                                    ‫‪ ،)73‬أو بين العرب والعرب‬
   160   161   162   163   164   165   166   167   168   169   170