Page 176 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 176

‫العـدد ‪27‬‬                              ‫‪174‬‬

                               ‫مارس ‪٢٠٢1‬‬                         ‫بتآكلها الشديد على المستوى‬
                                                                   ‫الطويل والقريب‪ ،‬لذا يجب‬
 ‫بعد ‪ 30‬يوليو بوصفه نظا ًما‬      ‫وتأكيد الحقوق الفلسطينية‬             ‫مراجعة مقاربة خطاب‬
‫عسكر ًّيا‪ ،‬وهو ما قد يستوجب‬    ‫وفق مرجعية القرارات الدولية‬
‫تغيير مقاربة التعامل الرسمي‬                                      ‫الاستلاب للآخر الصهيوني‬
‫مع «الثورة المصرية»‪ ،‬لتتحول‬                 ‫وحل الدولتين‪.‬‬       ‫ودعاتها‪ ،‬في ظل طرح مقاربة‬
                                  ‫‪ -‬إذا استمرت التناقضات‬
      ‫الثورة إلى أحد مصادر‬        ‫في التزايد عربيًّا كما كانت‬     ‫جديدة تحافظ على الموجود‬
    ‫الأمن القومي وبناء القوة‬    ‫تخطط لها أمريكا‪ ،‬وما أصبح‬           ‫وعلى الأقل تثبت الوضع‬
‫الناعمة‪ ،‬واعتماد مجموعة من‬
 ‫السياسات العامة التي تحقق‬           ‫واق ًعا في المشهد العربي‬  ‫استراتيجيًّا‪ ،‬وتسعى لاستعادة‬
   ‫المطالب الإصلاحية‪ ،‬بعد أن‬    ‫والعديد من الملفات الإقليمية‪،‬‬        ‫المساحات الاستراتيجية‬
  ‫تم في الفترة الماضية اعتماد‬
     ‫مقاربة التمكين لنظام ما‬        ‫فإن الإمارات سرعان ما‬        ‫والحركة للأمام عندما تحين‬
  ‫بعد ‪ 30‬يونيو والقطيعة مع‬        ‫ستتحول إلى منافس لمصر‬           ‫الفرصة‪ ،‬لكن الأولوية الآن‬
 ‫المطالب الإصلاحية والثورية‪،‬‬   ‫يعمل لصالح بناء نفوذ خاص‬        ‫لتثبيت الوضع كما هو ووقف‬
                                ‫بها بالتعاون مع الصهيونية‪،‬‬      ‫نزيف الخسائر الاستراتيجية‬
      ‫بما لذلك من أهمية على‬     ‫في الملفات العربية والإقليمية‬
  ‫المستوى الداخلي والخارجي‬     ‫والدولية‪ ،‬بما يستوجب تغيير‬          ‫المتنوعة‪ ،‬وف ًقا للتصورات‬
‫ستفكك الصورة السلبية التي‬                                                           ‫الآتية‪:‬‬
‫يوظفها الأثيوبيون ضد مصر‪،‬‬           ‫توجه مصر الاقتصادي‬
‫وكذلك الحلف الإقليمي المضاد‬       ‫وعدم الاعتماد على التعاون‬         ‫‪ -‬إذا كان عنوان المقاربة‬
  ‫للإدارة السياسية المصرية‪.‬‬     ‫المالي معها‪ ،‬الذي قد يستخدم‬      ‫القديمة على المستوى الثقافي‬
  ‫‪ -‬على سبيل المزايدة وزيادة‬      ‫كورقة ضغط عند الحاجة‪.‬‬          ‫والإعلامي؛ يقوم على اعتماد‬
                                 ‫‪ -‬الحركة في الملف الأثيوبي‬
    ‫التناقضات؛ كان هناك من‬                                         ‫خطاب «الاستلاب للآخر»‬
  ‫يحاول تصوير إدارة ترامب‬          ‫يجب أن تشمل المزيد من‬       ‫الصهيوني والانتصار لروايته‬
 ‫الجمهورية المحافظة السابقة‬         ‫آليات الضغط‪ ،‬واكتساب‬
                                                                    ‫في الصراع‪ ،‬فإن المقاربة‬
    ‫كحليف للإدارة السياسية‬              ‫المؤيدين خاصة من‬           ‫الثقافية والإعلامية البديلة‬
‫الحالية‪ ،‬ضد الإدارة الأمريكية‬       ‫القارة السمراء والاتحاد‬
 ‫الجديدة بقيادة بايدن‪ ،‬بحجة‬       ‫الأفريقي‪ ،‬ومحاولة وضع‬              ‫ستقوم على التأكيد على‬
                               ‫سيناريوهات ومطالب محددة‬             ‫«استعادة الذات» العربية‪،‬‬
      ‫أن بايدن ينتمي للحزب‬           ‫للدول الصديقة لموقفها‬         ‫والتأكيد على الحل العادل‬
     ‫الديمقراطي وقد يستعيد‬          ‫من الملف‪ ،‬خاصة الصين‬         ‫للقضية الفلسطينية‪ ،‬استنا ًدا‬
   ‫سياسات أوباما التي مدت‬            ‫وروسيا وبعض الدول‬          ‫لـ»المبادرة العربية» المطروحة‬
‫الجسور مع تنظيمات الإسلام‬        ‫الأوروبية‪ ،‬ووضع احتمالية‬           ‫عام ‪ ،2002‬مع الإشارة‬
‫السياسي والإخوان! والحقيقة‬         ‫لسيناريوهات تعقد الملف‬       ‫لاحتمالية قيام مصر بمبادرة‬
    ‫أن أمريكا تسعى للوجود‬            ‫والبدائل المرتبطة بذلك‪.‬‬       ‫جديدة تتضمن اشتراطات‬
 ‫والسيطرة على المشهد العربي‬          ‫‪ -‬هناك سياسات عامة‬        ‫التطبيع العربي مع «إسرائيل»‪،‬‬
    ‫في كل وضع‪ ،‬إدارة أوباما‬    ‫تتطلبها مفاهيم الأمن القومي‪،‬‬
‫رأت صعود تنظيمات الإسلام‬           ‫للتحول إلى لاعب قوي في‬            ‫إذا استمرت التناقضات‬
    ‫السياسي فمدت الجسور‬            ‫الرقعة الدولية والإقليمية‬     ‫التي غذتها أمريكا ووضعت‬
      ‫لتحاول التواجد وتنفيذ‬       ‫واستعادة «القوى الناعمة»‬       ‫أساسها في دول الخليج‪ ،‬في‬
  ‫أهدافها في الشرق الأوسط‪،‬‬       ‫المصرية والحضور الخشن‪،‬‬          ‫ظل النظام السعودي الجديد‬
  ‫إدارة ترامب شهدت صعود‬              ‫أهمها تجاوز «الصورة‬
                                ‫الذهنية» السلبية عن نظام ما‬          ‫الذي قد يتشكل مع ولي‬
                                                                ‫العهد‪ .‬وهذه المبادرة المصرية‬
                                                               ‫الجديدة سيكون الغرض منها‬

                                                                  ‫إقامة الحجة على الصهاينة‬
   171   172   173   174   175   176   177   178   179   180   181