Page 174 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 174

‫العـدد ‪27‬‬                            ‫‪172‬‬

                                 ‫مارس ‪٢٠٢1‬‬                      ‫ومقارباتها‪ ،‬لذا كانت مقاربة‬
                                                                     ‫خطاب الاستلاب للآخر‬
    ‫والخارجي‪ ،‬لتدفع الإدارة‬       ‫ظل الاستقطابات التي ترتبت‬
   ‫السياسية المصرية لمراجعة‬           ‫على إزاحة نظام الإخوان‬     ‫الصهيوني كوسيلة لإحداث‬
  ‫هذه المقاربة وما ترتب عليها‬        ‫وظهور محاور إقليمية قد‬      ‫صدمة للجماهير في ثوابتها‪،‬‬

      ‫من آثار محلية وإقليمية‬        ‫تشمل قطر وإيران وتركيا‪،‬‬         ‫التي قد تهتز مع ضغوط‬
        ‫ودولية‪ ،‬وشملت هذه‬           ‫تقف على الضد من الإدارة‬           ‫صفقة القرن وبنودها‪.‬‬
                  ‫المتغيرات‪:‬‬                                         ‫‪ -‬تزيين البعض لمقاربة‬
                                                    ‫الجديدة‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة أمريكا اقتطاع جزء‬                ‫‪ -‬صعود ملف «سد‬         ‫الاستلاب للآخر الصهيوني‬
   ‫من سيناء المصرية لتوطين‬          ‫النهضة» للواجهة في العام‬     ‫والأمريكي‪ ،‬وما قد تعود به‬
     ‫الفلسطينيين فيها‪ ،‬ضمن‬         ‫نفسه ‪ ،2015‬في ظل موقف‬          ‫من منافع ومنح والحصول‬
     ‫مشروع «صفقة القرن»‪،‬‬             ‫الاتحاد الأفريقي المتشدد‬   ‫على الرضا الأمريكي سياسيًّا‬
   ‫وظلت القاهرة تناور تحينًا‬       ‫وشديد الحساسية من دور‬         ‫واقتصاد ًّيا‪ ،‬في القضايا ذات‬
  ‫للملمة قدراتها والتعامل مع‬     ‫العسكريين في تداول السلطة‪،‬‬
    ‫الملفات الساخنة واح ًدا تلو‬    ‫وموقفه من تدخل مؤسسة‬                      ‫الصلة بمصر‪.‬‬
     ‫الآخر‪ ،‬حتى أعلنت مصر‬         ‫الجيش المصري لإزاحة نظام‬     ‫‪ -‬تصوير البعض للأمر وكأن‬
    ‫رفضها المعلن لما تردد من‬         ‫الإخوان‪ ،‬بما جعل الإدارة‬  ‫ضمان رضا «إسرائيل» وغض‬
    ‫مخططات تخص سيناء في‬                ‫السياسية تميل لمقاربة‬   ‫مصر الطرف عن صفقة القرن‬
                                 ‫التأجيل وترحيل نقاط الحسم‪،‬‬
 ‫‪ ،2019‬رغم ترديد البعض ما‬             ‫وتوقع تفاهم ‪ 2015‬مع‬         ‫بشكل ما‪ ،‬سيعني حصول‬
   ‫يفيد بأن نقل تبعية «تيران‬                                   ‫الإدارة السياسية الجديدة على‬
                                           ‫أثيوبيا والسودان‪.‬‬
‫وصنافير» للسعودية ساب ًقا في‬           ‫‪ -‬وعمو ًما كانت معظم‬       ‫الدعم والاعتراف الدوليين‪،‬‬
 ‫‪ ،2016‬هو ضمن مخطط غير‬               ‫المؤشرات والمحددات التي‬       ‫في مواجهة محاولات بقايا‬
                                 ‫حكمت قرار الإدارة السياسية‬        ‫الإخوان نزع الشرعية عن‬
  ‫معلن للصفقة يشمل تدويل‬             ‫الجديدة إزاء بوادر صفقة‬       ‫الإدارة الجديدة‪ ،‬ووصفها‬
     ‫الممرات في البحر الأحمر‪،‬‬     ‫القرن في عام ‪ ،2015‬وتمرير‬
                                       ‫اقتراح البعض باختبار‬            ‫بالانقلاب العسكري‪.‬‬
  ‫بما يسمح بمشاريع محتملة‬             ‫مقاربة خطاب الاستلاب‬         ‫‪ -‬ضعف قدرة المؤسسات‬
‫ضمن بنود اقتصادية للصفقة‪.‬‬         ‫للآخر الصهيوني والخضوع‬        ‫المصرية عمو ًما في التأثير على‬
                                 ‫لروايته‪ ،‬يرجع لحالة المخاض‬      ‫الداخل الفلسطيني وأطرافه‪،‬‬
    ‫‪ -‬ربطت الولايات المتحدة‬          ‫السياسي التي تلت إزاحة‬
   ‫الأمريكية بين ملف «صفقة‬                                            ‫وبالتالي ضيق مساحة‬
                                               ‫نظام الإخوان‪.‬‬   ‫المناورة‪ ،‬خاصة مع «حماس»‪،‬‬
      ‫القرن» وبين ملف «سد‬          ‫‪ -2‬المتغيرات السياسية من‬     ‫وفقدان السيطرة ‪-‬في حينه‪-‬‬
   ‫النهضة»‪ ،‬ل ُتصعد الضغوط‬         ‫‪ 1202 :5102‬وأزمة خطاب‬
                                                                     ‫على مساحات من أرض‬
       ‫على مصر بشدة غيرت‬                           ‫الاستلاب‬    ‫سيناء‪ ،‬تمددت فيها التنظيمات‬
   ‫كثي ًرا من قواعد «الاشتباك‬        ‫في الفترة التي تلت ظهور‬
                                      ‫«صفقة القرن» ومقاربة‬          ‫المتطرفة المسلحة التي قد‬
      ‫السياسي»‪ ،‬و»استقرار‬              ‫خطاب الاستلاب للآخر‬        ‫تكون على علاقة ما بتنظيم‬
     ‫المكانة» بين دول حوض‬             ‫الصهيوني في نهاية عام‬         ‫الإخوان وعلى تنسيق مع‬
 ‫النيل‪ ،‬ووصلت هذه الضغوط‬           ‫‪ ،2015‬جرت عدة متغيرات‬         ‫بعض التنظيمات الفلسطينية‬
 ‫لذروتها مع تخاذل أمريكا في‬         ‫كثيرة على الصعيد الداخلي‬
 ‫تحميل أثيوبيا مسئولية فشل‬                                                 ‫المسلحة الأخرى‪.‬‬
  ‫المفاوضات التي جرت هناك‬                                      ‫‪ -‬محدودية الإدارة السياسية‬
  ‫مطلع عام ‪ ،2020‬ووصلت‬
     ‫الأمور للذروة مع إعلان‬                                          ‫الجديدة في الحركة على‬
   ‫أثيوبيا حجز الماء من طرف‬                                    ‫المستوى الدولي والإقليمي‪ ،‬في‬
   169   170   171   172   173   174   175   176   177   178   179