Page 179 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 179

‫الملف الثقـافي ‪1 7 7‬‬

‫الذوات الإنسانية خارج المركز‬       ‫لأن اليهودية تقر النسب وفق‬      ‫تم تفجيرها في نطاق كل دولة‬
  ‫الأوروبي التخلي عن سياقها‬              ‫الأم وليس وفق الأب‪.‬‬           ‫ودائرة وجودها الحيوية‪.‬‬
‫الخاص‪ ،‬والاندماج في السياق‬
                                      ‫وتشير الدراسة أي ًضا إلى‬      ‫كذلك أشارت الدراسة إلى أن‬
‫الأوروبي والمتلازمات الثقافية‬           ‫أن الخطاب الثقافي الذي‬     ‫«الاتفاقيات الإبراهيمية» كانت‬
              ‫التي صاحبته‪.‬‬          ‫صاحب مشروع «الاتفاقيات‬
                                     ‫الإبراهيمية» غربيًّا؛ يعد هو‬      ‫هي ذروة مشروع صفقة‬
 ‫من هنا يكون دور «المفصلية‬             ‫النظير لخطاب الاستلاب‬       ‫القرن؛ والكشف عن مشروعها‬
     ‫الثقافية» العربية الكامنة‬
                                                       ‫عربيًّا‪.‬‬      ‫الثقافي البديل لاحتواء الذات‬
‫و»الكتلة الجامعة» المعبرة عنها‬    ‫أما مع نجاح جو بايدن وفشل‬           ‫العربية‪ ،‬في ظل السردية أو‬
    ‫وفق علاقتها بـ»مستودع‬                                             ‫التصور الديني للصهيونية‬
    ‫الهوية» العربي‪ ،‬يمثل أم ًل‬      ‫دونالد ترامب في الانتخابات‬
                                   ‫الأمريكية‪ ،‬فإن الدراسة ترى‬            ‫ومركزيتها الدينية التي‬
 ‫حقيقيًّا للبشرية ككل‪ ،‬خاصة‬         ‫أنه إذا لم يتم اعتماد سردية‬       ‫تمنحها لنفسها‪ ،‬وتفسيرها‬
 ‫بعد تفجر تناقضات «المسألة‬         ‫عربية كبرى جديدة تقوم على‬        ‫السياسي الذي يعني الهيمنة‬
                                    ‫«استعادة الذات»‪ ،‬والتصالح‬        ‫الكاملة على الأرض الموعودة‬
        ‫الأوروبية» و»علاقات‬         ‫مع مشروع الثورات العربية‬         ‫في الكتاب المقدس (من النيل‬
  ‫الهوية» التي ارتبطت بها‪ ،‬في‬     ‫الجديدة و»مفصليتها الثقافية»‬      ‫للفرات)‪ ،‬باعتبار اليهود فقط‬
   ‫أمريكا تحدي ًدا مع انتفاضة‬                                         ‫هم المنسوبون إلى نبي الله‬
‫الأفروأمريكان ضد العنصرية‬             ‫الكامنة تأسي ًسا لـ»تراكم‬    ‫إبراهيم (ص)‪ ،‬لأنهم من نسل‬
                                  ‫حضاري» جديد‪ ،‬يمتلك أسباب‬          ‫سارة‪ ،‬دون العرب أبناء نبي‬
    ‫ومقتل «جورج فلويد»‪ ،‬ثم‬                                         ‫الله من السيدة هاجر المصرية‪،‬‬
‫صعود تيار العنصرية الكامن‬              ‫القوة في مواجهة الإدارة‬
 ‫في «المسألة الأوروبية» الموالي‬    ‫الأمريكية الجديدة‪ ،‬فإن الأمر‬                                        ‫الولايات المتحدة‬
                                   ‫لن يختلف سوى في تكتيكات‬
  ‫لترامب‪ ،‬كرد فعل مضاد في‬          ‫السيطرة وفرض الصهيونية‬
‫الانتخابات الأمريكية واقتحام‬      ‫على المشهد العربي مع الإدارة‬

     ‫مبنى الكابيتول في وقائع‬                         ‫الجديدة‪.‬‬
           ‫شهدها العالم كله‪.‬‬           ‫وأهمية المفصلية الثقافية‬
                                       ‫العربية الكامنة وخطابها‬
‫لذا تختم هذه الدراسة بالتأكيد‬          ‫الجديد‪ ،‬أنها ستكون هي‬
‫على أهمية ظهور سردية عربية‬             ‫الفرض النظري المركزي‬
                                    ‫البديل في مواجهة «المفصلية‬
   ‫كبرى جديدة‪ ،‬تكون بمثابة‬          ‫الثقافية» الأوروبية القديمة‪،‬‬
 ‫أمل جديد للإنسانية وتخطي‬               ‫وتحولها إلى مسألة أي‬
‫تناقضات «المسألة الأوروبية»‬        ‫«المسألة الأوروبية» وتكلسها‬
  ‫التي تفجرت بشدة‪ ،‬وتخطي‬               ‫ومحاولة فرض هيمنتها‬

    ‫المتلازمات الثقافية وال ُعقد‬          ‫وولايتها على التجربة‬
 ‫التي صاحبتها والتي اعتبرها‬          ‫الإنسانية ككل‪ ،‬واحتكارها‬
‫البعض رسالة سماوية جديدة‬          ‫وكأنها ذروة التمثلات الفكرية‬
                                   ‫والثقافية البشرية وخاتمتها‪،‬‬
     ‫ومقدسة للبشرية‪ ،‬دونها‬         ‫التي من بعدها ظن المستلبون‬
 ‫«نهاية التاريخ» ونهاية قدرة‬          ‫لها أنه لا جديد‪ ،‬وأنه على‬

    ‫الذات البشرية عمو ًما على‬
    ‫التجدد‪ ،‬والعجز عن تقديم‬

      ‫مفصليات ثقافية جديدة‬
            ‫وكامنة ومحتملة‬
   174   175   176   177   178   179   180   181   182   183   184