Page 183 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 183

‫الملف الثقـافي ‪1 8 1‬‬

‫رفض فلسطيني لاتفاق التطبيع الإسرائيلي الإماراتي‬               ‫وتمكين العدو مجا ًنا من‬
                                                                ‫اختراق جبهة المواجهة‬
   ‫طبيعية‪ ،‬وتحويل آليات‬       ‫عن وجودها واستمرارها‪،‬‬
     ‫الصراع إلى تطبيع(‪.)7‬‬     ‫ويضمن لها الاطمئنان بأن‬      ‫والمقاومة بمختلف أشكالها‪،‬‬
     ‫وعندما يكون التطبيع‬       ‫العرب لن يوظفوا الماضي‬       ‫كالمقاطعة الثقافية والفكرية‬
     ‫مع دول عربية بعيدة‬                                     ‫والسياسية والاقتصادية‪..‬‬
      ‫عن حدود إسرائيل‪،‬‬         ‫لصياغة سلوكهم الحالي‪،‬‬        ‫وغيرها من أوجه التصدي‬
    ‫ولم تشارك في أي من‬          ‫حيث يتحول الماضي إلى‬
     ‫الحروب التي اندلعت‬          ‫مجرد ذكريات لا سبيل‬            ‫للأعداء‪ .‬فالتطبيع مهما‬
     ‫في مواجهتها‪ ،‬وعندما‬      ‫لها للتدخل في الحاضر أو‬         ‫كان نوعه يضر بالمجتمع‬

   ‫يكون الهدف الأساسي‬                         ‫المستقبل‪.‬‬           ‫وأمن الوطن عمو ًما‪،‬‬
     ‫من وراء هذا التطبيع‬       ‫ومن بين أهداف التطبيع‪:‬‬       ‫والمطبعون مهما قل عددهم‬
    ‫إبرام تحالف عسكري‬                                       ‫فإن تطبيعهم أمر خطير لا‬
                                    ‫إعادة صياغة العقل‬        ‫يستهان به‪ .‬وأخطر ما في‬
  ‫في مواجهة إيران‪ ،‬يتوقع‬     ‫والوعي العربي والإسلامي‬      ‫التطبيع الذي يراد إقراره هو‬
   ‫أن تكون له آثار ثقافية‬
                                  ‫بحيث يتم تجريده من‬         ‫أنه في حقيقته صورة من‬
     ‫وفكرية وأيديولوجية‬          ‫عقيدته وتاريخه ومحو‬        ‫صور الولاء والخضوع(‪.)6‬‬
 ‫بالغة الخطورة على النظام‬      ‫ذاكرته خاصة فيما يتعلق‬       ‫وغني عن البيان أن الكيان‬
‫العربي‪ ،‬خاصة أن الأجهزة‬        ‫باليهود‪ ،‬وإعادة صياغتها‬    ‫الصهيوني ما زال مص ًّرا على‬
                                ‫بشكل يقبل ويرضى ما‬          ‫تطبيع العلاقات مع العرب‬
  ‫العالمية في الدول العربية‬      ‫يفرضه اليهود‪ ،‬ومآله‪:‬‬       ‫بالكامل‪ ,‬وأن سياسته نحو‬
 ‫المطبعة ستكون أكثر مي ًل‬      ‫الاستسلام غير المشروط‬
                               ‫للأمر الواقع‪ ،‬والاعتراف‬        ‫الحرب‪ ،‬أو نحو السلام‪،‬‬
    ‫لترويج أفكار تتناقض‬      ‫بالكيان الصهيوني الغاصب‬        ‫تركزت أسا ًسا على التطبيع‬
 ‫تماما مع أفكار العروبية‪،‬‬    ‫للأرض كدولة ذات شرعية‪،‬‬       ‫باعتبار أنه الضمان الرئيسي‬
‫وتروج لأطروحات معادية‬          ‫وتحويل علاقات الصراع‬       ‫والأساسي لبقاء إسرائيل في‬
                              ‫بينها وبين البلدان العربية‬
       ‫للقضية الفلسطينية‬         ‫والإسلامية إلى علاقات‬                        ‫المنطقة‪.‬‬
     ‫وللتضامن العربي(‪.)8‬‬                                     ‫فلقد أرادت إسرائيل إقامة‬
      ‫لقد كان المتواصلون‬                                    ‫علاقات اعتيادية مع العرب‬
                                                          ‫بحيث يقبلها العربي على أنها‬
                                                            ‫جزء من المنطقة‪ ،‬ولا يضع‬
                                                            ‫وجودها موضع تساؤل أو‬
                                                           ‫هجوم‪ .‬فالعلاقات الاعتيادية‬

                                                               ‫أو الطبيعية لها درجات‬
                                                            ‫صعود وهبوط‪ ،‬لكنها تبقى‬

                                                             ‫تدور ضمن منطق الحياة‬
                                                               ‫السياسية وليس ضمن‬

                                                            ‫منطق عدائي يستهدف فيه‬
                                                           ‫طرف وجود الطرف الآخر‪.‬‬

                                                              ‫التسليم بوجود إسرائيل‬
                                                          ‫يكفيها هاجس الزوال ويصب‬

                                                               ‫ضمن منطق دفاع الغير‬
   178   179   180   181   182   183   184   185   186   187   188