Page 186 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 186

‫والاعتراف بالكيان‬                                   ‫العـدد ‪27‬‬                            ‫‪184‬‬
      ‫الصهيوني الغاصب‬
 ‫للأراضي العربية‪ ،‬كدولة‬                                                        ‫مارس ‪٢٠٢1‬‬  ‫جامعة الدول العربية والقمم‬
    ‫ذات شرعية‪ ،‬وتحويل‬                                                                          ‫العربية السابقة‪ ،‬وأنها‬
‫الصراع بينها وبين البلدان‬       ‫علاقات السلام مقابل‬
   ‫العربية والإسلامية إلى‬       ‫السلام‪ ،‬أو من السلام‬                                      ‫ُترسم من قبل فريق أمريكي‬
 ‫علاقات طبيعية‪ ،‬وتحويل‬        ‫السياسي بثمنه الإلزمي‬                                         ‫لمصلحة إسرائيل بالكامل‪،‬‬
  ‫آليات الصراع إلى آليات‬        ‫إلى السلام الاقتصادي‬                                         ‫وأنها تتسارع في التنفيذ‬
   ‫سلام‪ ،‬بل قل استسلام‬                                                                     ‫لبنودها المختلفة‪ ،‬وأنها تتم‬
  ‫تام‪ .‬والنظر إلى القواطع‬          ‫والسياحي والثقافي‬
‫والثوابت على أنها مما يعاد‬     ‫الذي يدر على إسرائيل‬                                       ‫بعي ًدا عن أي اعتبار للحقوق‬
    ‫فيه النظر تحت ضغط‬        ‫منافع ومكاسب‪ ،‬ويهمش‬                                               ‫الفلسطينية أو للموقف‬
   ‫الواقع وتأثير المتغيرات‬     ‫الفلسطينيين ومطالبهم‪.‬‬                                           ‫الفلسطيني‪ ،‬بل إنها لم‬
       ‫ومواكبة التطورات‬
                                 ‫لعل الهدف الأساسي‬                                           ‫تتناول المصالح والحقوق‬
        ‫الخاصة بالقضية‪.‬‬        ‫من التطبيع من الجانب‬                                       ‫الفلسطينية بكلمات غير ذات‬
   ‫وتعي الشعوب العربية‬          ‫الأمريكي والإسرائيلي‪،‬‬
                               ‫هو إعادة صياغة العقل‬                                                           ‫معنى‪.‬‬
      ‫جي ًدا أن التطبيع هو‬                                                                 ‫لقد تم الانتقال من علاقات‬
        ‫شرعنة لإسرائيل‪،‬‬          ‫والوعي العربي حيث‬
                               ‫يتم تجريده من عقيدته‬                                          ‫السلام مقابل الأرض إلى‬
 ‫واعتراف أبدي بأن أرض‬         ‫وتاريخه وثقافته‪ ،‬ومحو‬
    ‫فلسطين لليهود‪ ،‬وهذا‬      ‫ذاكرته وتجاوز موروثاته‬                                                              ‫تظاهرة في الخرطوم‬
                            ‫خاصة فيما يتعلق باليهود‪،‬‬                                                                 ‫ضد التطبيع‬
‫مخالف للحقائق التاريخية‬        ‫وإعادة صياغتها بشكل‬
    ‫والقومية‪ .‬أخي ًرا لقد‬    ‫يقبل ويرضى ما يفرضه‬
      ‫طبَّع البعض مع‬         ‫اليهود‪ ،‬والاستسلام غير‬
   ‫الكيان الصهيوني‪،‬‬             ‫المشروط للأمر الواقع‪،‬‬

  ‫وآخرون يسعون‬
   181   182   183   184   185   186   187   188   189   190   191