Page 184 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 184

‫العـدد ‪27‬‬                             ‫‪182‬‬

                                          ‫مارس ‪٢٠٢1‬‬                            ‫من العرب مع إسرائيل‬
                                                                             ‫لا يجرؤون على المجاهرة‬
              ‫نتائج الانتخابات الأمريكية‬   ‫الذي وجد طريقه إلى العديد‬         ‫بعلاقاتهم وارتباطهم مع‬
               ‫والتي فاز بها جون بايدن‬           ‫من الكتابات والأفكار‬         ‫دولة العدو الصهيوني‪.‬‬

                  ‫ستؤدي إلى تغيير كبير‬      ‫التي طرحت في العديد من‬              ‫بل كانوا يخفون ذلك‪،‬‬
                 ‫في نهج الولايات المتحدة‬   ‫المؤتمرات والملتقيات الدولية‬     ‫وينكرونه تما ًما‪ ،‬بينما هم‬
                 ‫تجاه الصراع الإسرائيلي‬                                   ‫غارقون في التواصل السري‬
               ‫الفلسطيني‪ .‬فقد كان ُينظر‬       ‫والعربية العامة‪ ،‬وكذلك‬        ‫والاستسلام لدولة العدو‪.‬‬
                 ‫إلى خطة ترامب على أنها‬       ‫الندوات والحوارات عبر‬          ‫وذلك الوضع كان يحمل‬
                                             ‫القنوات الفضائية‪ ،‬والتي‬
                   ‫تخدم إسرائيل بشدة‪،‬‬          ‫تدعو إلى نسيان تاريخ‬            ‫اعترا ًفا ضمنيًّا بالتخلي‬
             ‫وتمنحها فرصة لضم أجزاء‬        ‫الصراع العربي الإسرائيلي‪،‬‬       ‫عن القضية‪ ،‬كان ذاك حال‬
                                            ‫وإلغاء ذاكرة الأمة‪ .‬وأي ًضا‬
               ‫من الضفة الغربية المحتلة‪.‬‬   ‫ممارسة ضغوط على الدول‬                ‫المطبّعين العرب الذين‬
              ‫وت ّم تأجيل ذلك بسبب عقد‬     ‫التي لا تتجاوب مع التطبيع‬          ‫لم يجرؤوا على مواجهة‬
                                                                              ‫شعوبهم بالتطبيع‪ ،‬وبما‬
                 ‫صفقات تاريخية‪ ،‬لإقامة‬            ‫بالسرعة المطلوبة(‪.)9‬‬      ‫يقومون به من ممارسات‬
            ‫علاقات بين إسرائيل والعديد‬
                                            ‫راب ًعا‪ :‬التطبيع في‬                             ‫تطبيعية‪.‬‬
                  ‫من الدول العربية‪ ،‬ومن‬   ‫ظل الإدارة الأمريكية‬
            ‫المرجح أن يستمر هذا التوجه‬                                   ‫ثال ًثا‪ :‬إغراءات التطبيع‬
                                                ‫الجديدة‬
               ‫نحو «التطبيع» الإقليمي في‬                                        ‫ولكي يحقق الاحتلال‬
               ‫ظل حكم بايدن‪ ،‬لكنه ربما‬      ‫منذ اللحظة الأولى لدخوله‬           ‫أهدافه قام بممارسات‬
               ‫يسعى للحصول على المزيد‬      ‫البيت الأبيض‪ ،‬أعلن دونالد‬           ‫عديدة‪ ،‬منها على المثال‪:‬‬
               ‫من التنازلات الإسرائيلية‪.‬‬  ‫ترامب أن لديه خطة لتسوية‬          ‫الاهتمام بعينة من الكتاب‬
                                           ‫الصراع العربي الإسرائيلي‪،‬‬        ‫والصحفيين والأكاديميين‬
‫إسرائيل والإمارات‪..‬‬                       ‫أطلق عليها‪ :‬صفقة القرن‪ ،‬ثم‬         ‫العرب‪ ،‬وفتح المنابر لهم‪،‬‬
  ‫تطبيع شعبي‬                              ‫تبين لاحقا أنها ليست صفقة‬         ‫وتوفير فرص تدفعهم إلى‬
                                          ‫تبرم عبر التفاوض‪ ،‬مما أدى‬       ‫مناصب سياسية واجتماعية‬
                                            ‫لانطلاق ما يمكن أن نطلق‬           ‫متقدمة حتى وإن كانت‬
                                            ‫عليه موجة التطبيع الثالثة‬    ‫مؤهلاتهم الحقيقية متواضعة‬
                                           ‫بين العرب وإسرائيل‪ ،‬وهي‬             ‫وضعيفة‪ ،‬أو من خلال‬
                                          ‫الموجة التي قادتها هذه المرة‬      ‫دعم جمعيات أهلية عربية‬
                                           ‫كل من الإمارات والبحرين‪.‬‬           ‫تدعم مشروع التسوية‪،‬‬
                                                                           ‫وتدفع باتجاه التطبيع‪ ،‬مثل‬
                                                        ‫وتختلف هذه‬           ‫جمعية بذور السلام غير‬
                                                           ‫الموجة عن‬      ‫الحكومية التي تأسست عام‬
                                                                            ‫‪1993‬م‪ ،‬إثر اتفاق أوسلو‬
                                                   ‫سابقتيها من زوايا‬        ‫بين الفلسطينيين والكيان‬
                                                           ‫عديدة(‪.)10‬‬       ‫الصهيوني‪ .‬كذلك الترويج‬
                                                             ‫لكن هل‬          ‫لما يسمى بثقافة السلام‪،‬‬
   179   180   181   182   183   184   185   186   187   188   189