Page 188 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 188
والسياسية والاقتصادية العـدد 27 مشروعية التطبيع مع إسرائيل 186
في ظل أيدولوجية القهر تحت راية التسامح!
القائمة من ناحية، مارس ٢٠٢1 د.حمدي
عبد الحميد الشريف
وإرجاعها إلى عنصر َث َّمة ظاهرة لافتة للنّظر،
خارجي من ناحية أخرى. وتتمثل في أنه منذ تأسيس
دولة إسرائيل ،وهي تم ُقت
ولذلك فإن “التخييل” أ ّي مفكر أو مث ّقف يعارض
ال َصهيونية ،من أي جنسي ٍة،
يعمل بطريقة أو بأخرى ومن أي دين ينتمي ،حتى
على إزاحة الأسباب لو كان يهود ًّيا ،وتحاول
بأ ّية طريقة تشويهه أو
الموضوعية للصراع، إقصائه تما ًما من الساحة
الفكرية والثقافية .كما لا
وإرجاعها إلى عنصر “تتسامح” إسرائيل مع
أ ّي مفكر أو سياسي يقف
أجنبي أو ثانوي دخيل ضدها ،أو ُيبدي تحف ًظا
على سياساتها ،حيث ترى
ُيه ِّدد تماسك المجتمع(.)1 فيه خط ًرا داه ًما عليها،
كذلك ترتكز عقيدة ولا تتهاون في تخويفه،
وص ّده ،وتشويه سمعته.
الكيان الصهيوني و ُيدرك ال َصهاينة أنفسهم
مدى أهمية جذب َم ْن يؤيد
على عنصر أو مقوم سياستهم ،ويبارك عقيدتهم
“الأنسنة الأيديولوجية” من خارج اليهودية،
وخطورة من ينتقدهم من
Ideological
،Humanizationو ُتمثِّل داخل الديانة اليهودية.
والمتأمل في عقيدة الكيان
هذه الآلية استراتيجية الصهيوني سيجده يقوم
ف ّعالة وشديدة الخصوبة؛ على عنصر “التّخييل”
لاستمالة الآخرين إليها، ،Fantasyوهو عنصر
يعمل على نجاح البنية
وبحيث يتم ممارسة الأساسية لأيديولوجيته،
قتل الطفل محم أيديولوجية الكيان بما يستهدف جعل
بالرصاص الإس الصهيوني على أرض “الواقع” متناغ ًما
ومتماس ًكا .وإذا نظرنا إلى
جوهر الطريقة التي يعمل
من خلالها هذا العنصر
سنجدها تتمثل في تحويل
الانتباه ،وتحريف رؤية
الأفراد وإدراكهم للواقع،
وذلك عن طريق حجب
التناقضات الاجتماعية