Page 193 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 193

‫الملف الثقـافي ‪1 9 1‬‬

  ‫أن خطاب التسامح الذي‬         ‫ماذا عن الجدار الفاصل‬        ‫أشكال العنف والإرهاب‬
     ‫ترفعه إسرائيل يعمل‬     ‫الذي يبنيه جيش الاحتلال‬          ‫والقمع‪ .‬أضف إلى ذلك‬
      ‫على تجميل صورتها‬      ‫الإسرائيلي كوسيلة للضغط‬      ‫بطلان منطق ال َصهاينة ذاته‬
                                                         ‫في الحق التاريخي لتأسيس‬
  ‫لكي لا ينكشف مضمون‬            ‫على الفلسطينيين حتى‬        ‫دولة لليهود في فلسطين‪.‬‬
    ‫سياستها‪ ،‬وتظهر بنية‬       ‫َيرحلوا عن بلادهم؟ ماذا‬    ‫وإذا كنا لا ننكر على اليهود‬
                             ‫عن العصابات ال َصهيونية‬
  ‫القهر والقمع والاستبداد‬      ‫العنصرية التي عاثت في‬           ‫‪-‬ولا على غيرهم من‬
      ‫ضد الشعب العربي‬                                     ‫أصحاب الأديان الأخرى‪-‬‬
                                 ‫أرض فلسطين فسا ًدا‬
  ‫الفلسطيني‪ ،‬وضد بعض‬           ‫وقت ًل وتدمي ًرا‪ ،‬فشردت‬      ‫العيش في فلسطين‪ ،‬فإنه‬
 ‫الشعوب العربية الأخرى؛‬      ‫شعبًا بأكمله وانتهكت كل‬          ‫لا ينبغي على الضمير‬
                              ‫حرماته‪ ،‬لتقيم مشروعها‬
       ‫كما يحاول الإعلام‬     ‫الاستعماري الاستيطاني‪،‬‬         ‫الإنساني العالمي‪ ،‬ونحن‬
‫الإسرائيلي أن يقوم بغسيل‬                                    ‫بصدد المشكلة الإنسانية‬
                                ‫مستخدمة كل أساليب‬           ‫الفلسطينية‪ ،‬أن يتناسى‬
  ‫مخ ل ُيخفي وراءه حقيقة‬    ‫القهر والاغتيال‪ ،‬ولتستكمل‬
   ‫بشعة لدولة تمارس كل‬      ‫إنجاز مخططاتها وأطماعها‬              ‫الأصول التاريخية‬
  ‫أشكال العنف والإرهاب‬                                       ‫لهذا الصراع التاريخي‬
                              ‫في المنطقة العربية‪ ،‬ضمن‬        ‫الفلسطيني الإسرائيلي‪،‬‬
    ‫في العالم الثالث‪ ،‬وكما‬  ‫مشروعها المعلن “من النيل‬     ‫وكذلك الاحتلال الإسرائيلي‬
 ‫تسعى أيديولوجية الكيان‬                                       ‫بممارساته الوحشية‪،‬‬
                                         ‫إلى الفرات”؟‬     ‫عندما نكون بإزاء الحديث‬
     ‫الصهيوني إلى فرض‬          ‫وهنا نعود لنتساءل‪ :‬أ ُّي‬      ‫عن حلول لهذا الصراع‬
   ‫نظامها بطريقة قسرية‪،‬‬                                   ‫السياسي‪ .‬وبالمنطق نفسه‬
                                 ‫تطبيع مع إسرائيل في‬          ‫الذي يوظفه دعاة هذا‬
      ‫رغم ما قد يبدو على‬     ‫ظل ما تمارسه من أعمال‬          ‫الرأي‪ ،‬نتساءل‪ :‬ماذا عن‬
  ‫وجهها من سمات النبل‪.‬‬                                      ‫عملية الهجرة التدريجية‬
‫لكن إشكالية زيف الأنسنة‬           ‫وحشية ضد الشعب‬          ‫للفلسطينيين من أرضهم؟‬
                                ‫الفلسطيني‪ ،‬وفي ضوء‬
       ‫سرعان ما تتك ّشف‬     ‫أيدولوجية القهر هذه تحت‬
    ‫إذا تع ّمقنا في جوهرها‬      ‫راية التسامح؟! لا شك‬
    ‫ولم نقف عند مستوى‬

       ‫مظاهرها السطحية‬

                                                                         ‫الهوامش‪:‬‬

                                                      ‫* أكاديمي مصري‪ -‬أستاذ الفلسفة السياسية المساعد‪ ،‬كلية الآداب‪ ،‬جامعة سوهاج‪.‬‬
‫‪() Žižek, Slavo: For They Know Not What They Do: Enjoyment as a Political Factor, London & New York:‬‬
‫‪Verso, 1991, ci.‬‬
‫‪(2) Žižek, Slavoj: First as Tragedy, Then as Farce, London & New York: Verso, 2009, P. 41.‬‬
‫‪(3) Žižek, Slavoj: Enjoy Your Symptom! Jacques Lacan in Hollywood and out, London & New York: Rout-‬‬
‫‪ledge, 1992, P. 84; Žižek, Slavoj: The Puppet and the Dwarf: The Perverse Core of Christianity, Cambridge,‬‬
‫‪MA: MIT Press, 2003, P. 151.‬‬
‫‪(4) Žižek: Living in the End Times, London & New York: Verso, 2010, P. 58; Žižek, Slavoj: Less Than Nothing:‬‬
‫‪Hegel and the Shadow of Dialectical Materialism, London & New York: Verso, 2012, P. 278.‬‬
‫‪(5) Žižek: First as Tragedy, Then as Farce, PP. 41-42.‬‬
‫‪(6) Ibid, P. 43.‬‬
‫‪(7) Žižek: Violence: Six Sideways Reflections, New York: Profile Books Ltd, 2008, P. 117.‬‬
‫‪(8) Žižek: Living in the End Times, P. 147.‬‬
‫‪(9) Ibid.‬‬
   188   189   190   191   192   193   194   195   196   197   198