Page 195 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 195
193 الملف الثقـافي
جلال دويدار أحمد فؤاد نجم أمل دنقل لكل منهما كيانه السياسي
الطبيعي ،واتفقا على إقامة
وإسرائيل ،وبعد وقت في الاعتبار القوى العالمية علاقات عادية بعد سنوات من
قصير من إعلان القادة واعتبارات النظام العالمي في القطيعة أو العداء .أما بالنسبة
الأمريكيين والإماراتيين ذلك الوقت ،فرجل السياسة للحالة الثانية ،ففي جنوب
والإسرائيليين عن هذا أفريقيا جرى التطبيع بين
الاتفاق ،قام الرئيس عبد لا يملك غير أن يعيش المستوطنين البيض والأغلبية
الفتاح السيسي بتهنئة الحاضر والممكن ،بعي ًدا السوداء ،وتنازلت من خلاله
القادة على هذا الاتفاق، عن مبدأ الحق والحقيقة، الأقلية البيضاء عن الحكم،
وردت القنوات التليفزيونية وبعي ًدا عن عواطفه ،وعن وفككت نظام التمييز العنصري
المصرية وكأن شيئًا لم ما يؤمن به كشخص ،وعن بكل مؤسساته وقوانينه،
يحدث -حتى مع احتفال ما وقر في قلبه ووجدانه، واعترفت بحقوق الأغلبية التي
قناة «سكاي نيوز» ،وهي إنه يحتاج إلى ثقافة تقيم تسلمت السلطة من خلال
قناة عربية مقرها الإمارات- الاعتبار للتفاوض والتنازل ممثليها المنتخبين ديموقراطيًّا؛
بالصفقة وإضفاء الشرعية والتسوية والمساومة ،لأنها هذا الوضع أمكن التوصل
عليها باستخدام صور وسيلته السياسية للحصول إليه بسبب العزلة الدولية
زيارة الرئيس المصري على الممكن ،ووقعت الدولة والإقليمية التي ظلت تحيط
المصرية على اتفاقية السلام، بنظام التمييز العنصري في
السابق «محمد أنور وقبلت التطبيع من جهة جنوب أفريقيا ،وبسبب ارتفاع
السادات» إلى القدس. السياسة ،إلا أنها لم تتخل كلفة استمرار الأقلية البيضاء
وبالمثل ،علق القليل من أب ًدا عن القضية الفلسطينية. في الحكم ،وأسا ًسا بفضل
الكتاب المؤيدين للحكومة وظهرت خلال الأيام القليلة النضال الشاق والدؤوب
في مصر حتى الآن ،كتب الماضية مبادرة التطبيع بين
الصحفي «عماد أديب» الذي الإمارات العربية المتحدة لشعب جنوب أفريقيا.
وفيما يتصل بالتطبيع العربي
مع إسرائيل ،كانت السلطة
المصرية من بعد حرب أكتوبر
1973م أحد الأعمدة الأساسية
في عملية السلام في الشرق
الأوسط لعقود من الزمان،
ومنحتها معاهدة السلام مع
إسرائيل نفو ًذا كبي ًرا على
واشنطن وعديد من العواصم
الأوروبية .وفي هذا التوجه
لا ألوم الدولة المصرية،
فمثل هذا التطبيع واتفاقية
السلام ،كانت خطوة مكملة
لنصر أكتوبر ،وكانت اختيا ًرا
عقلانيًّا وواقعيًّا من قبل
الإدارة المصرية ،لو وضعنا
معركة الدبابات
في حرب أكتوبر