Page 197 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 197

‫‪195‬‬                ‫الملف الثقـافي‬

‫محمد عابد الجابري‬  ‫عماد أديب‬       ‫صلاح منتصر‬                       ‫ضمن المطوعين وأختك تطلع‬
                                                                                      ‫يوماتي‬
    ‫تعنيني دماء بني وطني‬            ‫داخلها‪ ،‬وحين أصابته دفعة‬
      ‫التي سالت على أرض‬                ‫رشاش في ظهره‪ ،‬أسرع‬           ‫ع المستشفى الجديمة حاكم‬
                                      ‫إليه زميله المقاتل «شنودة‬                     ‫هيمرنوها‬
  ‫سيناء‪ ،‬وتعنيني فلسطين‬                 ‫راغب شنودة» من أبناء‬
    ‫‪-‬كل فلسطين‪ -‬وأؤمن‬                    ‫مركز جرجا بمحافظة‬              ‫فى العركة تكون حكيمة‬
                                       ‫سوهاج‪ ،‬وفتح النار من‬        ‫ومحمدين موافي يتعلم المطافي‬
  ‫بالتاريخ‪ ،‬وأؤمن بالماضي‬                                           ‫ويجولك شد عزمك ويجولك‬
    ‫الحي الذي يعيش معي‬              ‫رشاشه على أفراد العدو من‬
                                      ‫المشاة الميكانيكية‪ ،‬محاو ًل‬                     ‫العوافي‬
‫وداخلي‪ ،‬وأؤمن ببطولة عمي‬               ‫الابتعاد بأخيه غريب عن‬             ‫لذلك كله نجد العقاب‬
‫الشهيد‪ ،‬الذي ضحى بروحه‬                  ‫مرمى النيران‪ ،‬لتتسبب‬           ‫الشعبي لأي مصري يقع‬
                                                                      ‫في عار التطبيع‪ ،‬ولعل ذلك‬
    ‫من أجل مصر‪ ،‬وسجل‬               ‫الدبابة التي أحرقها غريب في‬         ‫تجسد أخي ًرا في رد الفعل‬
‫بطولات ما زلت أنا وعائلتي‬            ‫تعطيل حركة الدبابات التي‬          ‫الشعبي تجاه واقعة ذلك‬
                                     ‫كانت خلفها‪ ،‬ليتعامل معها‬        ‫الفنان المصري‪ ،‬وكأن مثل‬
   ‫نفتخر بها‪ ،‬ونستمد منها‬          ‫زملاء غريب وشنودة اللذين‬         ‫هذه الأفعال التي تحدث كل‬
   ‫الأمل في مستقبل أفضل‪،‬‬                ‫استشهدا م ًعا‪ .‬مثل هذه‬        ‫فترة من بعض المصريين‪،‬‬
  ‫لأن المصري إذا أرد فعل‪،‬‬            ‫البطولات والتضحيات هي‬         ‫تجعل الوجدان المصري يفور‬
   ‫وأؤمن بكل شهداء مصر‬                                             ‫ويثور‪ ،‬وكيف لا‪ ،‬فأنا بشكل‬
  ‫في حروبها ضد إسرائيل‪،‬‬            ‫التي تتحكم في تشكيل موقف‬         ‫شخصي كلما أردت أن أكتظ‬
‫والتي تجمل صورهم معظم‬              ‫أهل مصر من التطبيع‪ ،‬وهي‬           ‫بأحاسيس الوطنية‪ ،‬وأتعلم‬
                                                                    ‫التضحية‪ ،‬ذهبت إلى مطالعة‬
     ‫ديار أهل مصر‪ ،‬وكأن‬                ‫التي تدفعه إلى وصم أي‬          ‫قصص ووقائع وبطولات‬
     ‫ديارنا عامرة بذكراهم‬           ‫مصري يقع في هذا الشرك‪.‬‬           ‫الجنود المصريين مع العدو‬
    ‫وببطولاتهم وبتضحياتهم‬          ‫وأخي ًرا‪ ،‬أنا كمصري وعربي؛‬          ‫الإسرائيلي‪ ،‬وهنا أذكركم‬
                                                                        ‫بمقاتل الصاعقة «غريب‬
                                                                     ‫عبد التواب أحمد» من أبناء‬
                                                                       ‫أشمون‪ ،‬الذي شارك مع‬
                                                                   ‫أبناء وحدته في تدمير مدفعية‬
                                                                       ‫العدو على ممر الجدي في‬
                                                                    ‫اتجاه جبل المر‪ ،‬وساهموا في‬
                                                                     ‫قطع خطوط مواصلاته لمدة‬
                                                                      ‫ستة أيام‪ ،‬ثم اشتبكوا مع‬
                                                                     ‫احتياطي العدو الذي حاول‬
                                                                    ‫أن يشن هجو ًما مضا ًّدا على‬
                                                                    ‫قوات رأس الكوبري للجيش‬
                                                                     ‫الثالث‪ ،‬وحين نفدت ذخيرة‬
                                                                      ‫غريب وهو يواجه دبابات‬
                                                                   ‫العدو‪ ،‬تسلل إلى دبابة متقدمة‬
                                                                     ‫وفتح برجها وألقى بقنابله‬
   192   193   194   195   196   197   198   199   200   201   202