Page 201 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 201
البديهي في حال عقد أي اتفاقيات بين زياد بهاء الدين
الدول أن تكون الحكومات الموقعة
التي كان من بينها فعالية
عليها ممثلة لشعوبها ،لكننا في أدبيات بعنوان «التوأمة بين المسجد
رفض التطبيع العربي اعتدنا إقامة فصل والمعبد في الأمريكتين» ،وهو
على غير أساس بين تصرفات الحكومات
ما وثقه الكاتب الصحفي
(التي نعتبرها حرة في عقد ما تشاء د.عبد العظيم حماد في كتابه
من اتفاقيات تمليها المصلحة والضرورة
العملية) ،وبين الشعوب التي نعتبرها «الوحي الأمريكي :قصة
الارتباط البناء بين أمريكا
ملزمة بإبداء مواقف صلبة على أسس والإخوان» الصادر سنة
مبدئية وعاطفية راسخة
.٢٠١٣
مفهوم رفض التطبيع كله ما كشف تحول مناهضة سلوك الوساطة بين إسرائيل
لإعادة التعريف ،وهو التطبيع -ومعه تحول
سؤال يتعلق بالحدود والفلسطينيين كما أجراه
التي لا يتحول عندها القضية الفلسطينية بأسرها الرئيس الإخواني خلال
وللأسف الشديد -إلى ورقة قصف إسرائيل لغزة في
موقف رفض التطبيع من عملية «عامود السحاب»
موقف تضامن سياسي على مائدة التفاوض بين واستمرت لثمانية أيام بدأت
مع الشعب الفلسطيني أمريكا وجماعة الإخوان يوم ١٤نوفمبر ،٢٠١٢لم
إلى موقف ديني عنصري وعموم التيار الإسلامي يكن يختلف في أي شيء ،ولا
أيديولوجي معاد لليهود في المنطقة العربية ،وبدا يزيد كفاءة بأي طريقة إن
واليهودية .وهو السؤال لم يقل ،عن سلوك الوساطة
الذي باتت الإجابة عليه منطوق الصفقة جار ًيا التي كان يجريها الرئيس
شديدة الإلحاح مع حلول على هذا النحو :سلمونا مبارك في حالات مماثلة،
نهاية عام ٢٠٢٠وخلال مقاعد الحكم نسلمكم ورقة باستثناء أننا لم نعد نسمع
الشهرين الأخيرين فيه الرفض الشعبي للتطبيع، دعوات تجميد أو إسقاط
تحدي ًدا ،ليس بسبب عقد فشعوبنا العربية ترفض معاهدة السلام المصرية
اتفاقيات السلام بين أربع بالدين ويمكنها أن تقبل الإسرائيلية تتردد بنفس
بلدان عربية وإسرائيل، في نفس الوقت به! وقد الحماسة التي كانت تتردد
ولكن من خلال حدثين طرح هذا الموقف المخزي بها في الأحوال المماثلة ،وهو
«شعبيين» أثارا الكثير من والمهين إلى أبعد حدود
البلبلة وكذلك المخاوف. الخزي والمهانة سؤا ًل
مه ًّما لم يجب عليه بعد،
وتتطلب الإجابة عليه طرح