Page 203 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 203

‫‪201‬‬        ‫الملف الثقـافي‬

‫عمرو واكد‬  ‫خالد النبوي‬          ‫عبد الرحمن الأبنودي‬            ‫بالفنانة الإسرائيلية «ليزار‬
                                                                 ‫شاهي»‪ ،‬والمطرب «عمرو‬
    ‫الاستعمار‪ ،‬وبدون أن‬         ‫الضجيج وإجراء النقابة هو‬         ‫دياب» بعد مشاركته عام‬
   ‫يذكر الكاتب ليس هناك‬         ‫في أفضل أحواله «تهويش»‬       ‫‪ 2009‬في مهرجان موسيقي‬
  ‫مفر من أن تذهب مخيلة‬                                        ‫بالمغرب شاركت فيه مطربة‬
‫القارئ مع مد الخط لنهايته‬             ‫وتحذير لمن يفكر في‬         ‫إسرائيلية‪ ،‬ودفع الجميع‬
 ‫إلى حيث الوجه الآخر من‬          ‫التطبيع‪ ،‬وفي أسوأ أحواله‬        ‫بأنهم لم يكونوا يعرفون‬
   ‫المفارقة‪ ،‬مفارقة الباحث‬
    ‫عن الحقوق (ولا أقول‬            ‫«مكارثية» عربية أخرى‬            ‫هوية المشاركين سواء‬
   ‫المغصوب لأن المصريين‬            ‫ضمن مكارثيات مختلفة‬          ‫كان بعضهم إسرائيليًّا أم‬
   ‫والعرب المتضامنين مع‬            ‫تفتش كلها في الضمائر‪،‬‬         ‫لا‪ ،‬وأضاف الفنان «خالد‬
‫الحق الفلسطيني هم طرف‬            ‫وتنبش في النوايا‪ ،‬وتعتبر‬    ‫النبوي» وقتها عبارة لا يزال‬
    ‫المفارقة الآخر) والذي‬        ‫المتهم مته ًما حتى لو اثبت‬     ‫يرن صداها قال فيها‪« :‬لا‬
 ‫يقدم للعالم وج ًها غوغائيًّا‬                                    ‫أسمح لأحد بالمزايدة على‬
  ‫أو مكارثيًّا لا عصر ًّيا ولا‬           ‫في الظاهر براءته!‬      ‫وطنيتي كفنان عربي»‪ ،‬إلا‬
 ‫متحض ًرا‪ ،‬أضاف «زياد»‪:‬‬            ‫كان من بين من توقفوا‬        ‫أن كل ذلك لم يوقف موجة‬
    ‫«مع هذا‪ ،‬فإنني لا أجد‬         ‫أمام الحدث الكاتب «زياد‬    ‫الهجوم الغوغائي على مواقع‬
 ‫الخطاب السائد والمناهض‬                                       ‫التواصل الاجتماعي‪ ،‬والتي‬
  ‫لإسرائيل وللتطبيع معها‬              ‫بهاء الدين» في مقال‬
‫خطا ًبا مفي ًدا لواقعنا الراهن‬        ‫له بجريدة «المصري‬            ‫وصلت إلى حد وصف‬
‫ولا مقن ًعا للأجيال الشابة‪،‬‬       ‫اليوم» لاحظ فيه المفارقة‬       ‫«رمضان» ومن يدافعون‬
‫بل أراه معب ًرا عن حالة من‬        ‫المأساوية بين وجه دولة‬        ‫عنه بأنهم‪« :‬الخوارج على‬
‫اليأس والعجز التي تساهم‬           ‫غاصبة تقدم للعالم وج ًها‬   ‫الإجماع الشعبي في مصر»!‪،‬‬
                                ‫حضار ًّيا معاص ًرا‪ ،‬وتعامل‬    ‫ولم تدفع أي اعتبارات ‪-‬بما‬
                                     ‫الفلسطينيين الواقعين‬         ‫في ذلك إنكار «رمضان»‬
                                  ‫تحت احتلالها بوجه آخر‬       ‫معرفته بجنسية من تصور‬
                                    ‫عنصري ومنتم لأزمنة‬        ‫معه‪ -‬نقابة الممثلين للتروي‬
                                                                  ‫قبل إصدار قرار بوقف‬

                                                                   ‫«رمضان» عن التمثيل‬
                                                                ‫مؤقتًا لحين التحقيق معه!‬
                                                                ‫ولولا توقف بعض الكتاب‬
                                                                 ‫المصريين لتأمل ما حدث‬

                                                                   ‫لمر مثلما يمر الضجيج‬
                                                                 ‫بدون صدى ولا أثر ولا‬
                                                              ‫أسئلة‪ ،‬فعموم المشاركين في‬
                                                             ‫الضجيج يفهمون ويتواطئون‬
                                                                 ‫ببساطة على كونه مجرد‬
                                                               ‫ضجيج لا يقدم ولا يؤخر‪،‬‬
                                                                  ‫وفي النهاية لن يكون في‬
                                                                 ‫وسع أحد فعل أي شيء‬
                                                                 ‫أو القيام بأي إجراء لأن‬
   198   199   200   201   202   203   204   205   206   207   208