Page 207 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 207

‫‪205‬‬           ‫الملف الثقـافي‬

‫تشارلز ديكنز‬  ‫أونريه دي بلزاك‬  ‫ألفريد فرج‬                   ‫وينشر محمود فوزي كتابه‬
                                                               ‫تحت عنوان مثير خاطف‬
  ‫مما جعله يتعرض لبعض‬         ‫الحقيقة‪ ،‬ثم خطاه السرديه‬         ‫للبصر «اعترافات نجيب‬
  ‫المصاعب‪ ،‬مثلما هو الشأن‬       ‫نحو الأفكار الاجتماعية‪،‬‬          ‫محفوظ»‪ ،‬ولكن تقليب‬
                                                              ‫صفحات الكتاب ينفي عنه‬
     ‫بالنسبة لرواية «أولاد‬     ‫والتي كان مبعثها الشعور‬
    ‫حارتنا»‪ ،‬و»ثرثرة فوق‬         ‫بالاضطهاد الاقتصادي‬        ‫طابع الاعترافات تما ًما‪ ،‬حين‬
   ‫النيل» التي أثارت غضب‬         ‫والسياسي كما نري فى‬           ‫يقول عن نجيب محفوظ‬
   ‫المشير عبد الحكيم عامر‪.‬‬       ‫(القاهرة الجديدة‪ -‬خان‬
‫لكن نجيب محفوظ له موهبة‬                                     ‫إنه اعتاد إلا يسمح لأحد أن‬
‫التكيف مع مختلف الأنظمة؛‬      ‫الخليلى‪ -‬زقاق المدق‪ -‬بداية‬     ‫يخوض في حياته الخاصة‪،‬‬
‫فهو منذ العهد الملكي وحتي‬      ‫ونهاية)‪ ،‬ومرور بالثلاثية‬   ‫فهي منطقة محرمة‪ ،‬فلا يجوز‬
‫رحيله لم ُيحاكم ولم ُيسجن!‬    ‫التي تسبق المرحلة السابقة‬   ‫لأي أحد أن يتجاوز هذا الحرم‬
   ‫بل كثي ًرا ما كان موضع‬          ‫تاريخيًّا‪( .‬عبدالوهاب‬   ‫المقدس لحياته الشخصية‪ .‬ثم‬
   ‫حفاوة وتقدير من جانب‬        ‫الأسواني‪ ،‬نجيب محفوظ‪،‬‬       ‫يأتي كتاب رجاء النقاش وفي‬
‫الدولة‪ .‬وبفضل هذه المرونة‬        ‫مجلة الدوحة‪ ،‬العدد ‪،6‬‬      ‫صدارته ُيعبر نجيب محفوظ‬
 ‫استطعنا أن نفوز بروايات‬                       ‫‪)1976‬‬        ‫عن حياته قبل الزواج –تأخر‬
     ‫وقصص تضيء بعض‬                ‫وبالرغم من أن نجيب‬        ‫زواجه إلى الثالثة والأربعين‬
‫الأعماق‪ ،‬في حين أن سيئات‬           ‫محفوظ ُيمثل نموذ ًجا‬      ‫من عمره‪ -‬وأريد أن أغض‬
   ‫الدولة ومظاهر جبروتها‬      ‫للموظف المصري المنسحق‬       ‫الطرف عما جاء فيه لبعده عن‬
‫آلت إلى الزوال‪ ،‬أو بالأحري‬     ‫تحت وطأة البيروقراطية‪،‬‬     ‫موضوع المقال‪ ،‬وأرى أنه ربما‬
      ‫تؤول دو ًما إلى زوال‪.‬‬     ‫وبالرغم من حرصه على‬          ‫كان نجيب محفوظ يريد أن‬
 ‫(محمد برادة‪ ،‬مجلة الناقد‪،‬‬    ‫تجنب الإصطدام بالسلطة‪،‬‬      ‫ننشغل عن حياته بكتاباته (‪16‬‬
  ‫العدد‪ ،18‬بيروت ‪1989‬م)‬           ‫فإن كثي ًرا من قصصه‬      ‫مجموعة قصصية‪ 33 ،‬رواية‬
 ‫ونعود إلى مبحث موضوع‬              ‫ورواياته تشتمل على‬     ‫في ‪ 60‬عا ًما)‪ ،‬وقد تحقق له ما‬
‫المقال بحديث نجيب محفوظ‬           ‫نقد للاحتلال والفساد‬     ‫أراد فصار «ملأ الدنيا وشغل‬
                                ‫والمحسوبية والانتهازية‪،‬‬     ‫الناس» كالمتنبي وشكسبير‪.‬‬

                                                                 ‫(محمد حسن عبد الله‪،‬‬
                                                            ‫جماليات الحضور الفرعوني‬

                                                              ‫في روايات نجيب محفوظ‪،‬‬
                                                                            ‫‪2020‬م)‬

                                                            ‫ولست هنا بصدد نقد أعمال‬
                                                            ‫نجيب محفوظ الروائية التي‬

                                                               ‫تناولتها أي ًضا العديد من‬
                                                              ‫الدراسات‪ ،‬وأصبحت فيها‬
                                                           ‫مراحل حياته الأدبية معروفه‬
                                                               ‫للجميع‪ ،‬بداية من إنتاجه‬
                                                             ‫الأول المرتبط بتاريخ مصر‬
                                                             ‫الفرعونية‪ ،‬باعتبارها أصل‬
                                                           ‫القومية المصرية‪ ،‬كأنما ينوي‬
                                                          ‫أن يكتب التاريخ الفرعوني كله‬
                                                          ‫قص ًصا كما فعل في رادوبيس‬
                                                               ‫وكفاح طيبة والعائش في‬
   202   203   204   205   206   207   208   209   210   211   212