Page 209 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 209
207 الملف الثقـافي
لأننا لا نعرف الواقع السادات ج ًّدا ،وعلق عليه بما للأهرام بسبعة عشر عا ًما،
معرفة تامة .وأضاف :نحن يسيء إلى مو ِّقعيه ،في أحد وظل متمس ًكا به حتى رحيله،
هذه الاجتماعات ذكر نجيب فخلال اجتماع عقده الرئيس
كعرب أصحاب قضية محفوظ بالاسم والوصف
وأصحاب هدف ،الهدف أي ًضا! الراحل القذافي مع مفكرين
هو الحضارة لأننا نعيش ومثقفين مصريين سنة
التخلف ،والقضية رمانا ونستطيع بحق أن نعده كاتبًا
بها الاستعمار وسياسة سياسيًّا أي ًضا له رأي واضح 1972م ،وكان من بينهم محمد
المصالح الدولية بين القوي ومحدد تاريخيًّا ،وله موقف حسنين هيكل ،أعرب عن رأى
الكبري فحدثت مأساة متماسك ومستمر اجتماعيًّا، «فاجأ» الجميع حينما قال« :إذا
فلسطين ،القضية استوعبتنا لم تكن لدينا القدرة على الحرب
وله نظرة شاملة فكرية،
إلى درجة أنها أنستنا مهما بدا كل هذا مسرب ًل فلنتفاوض ونصالح وننهي
الهدف ،مع أنه مهما كانت -أحيانا -في حيل الرواية هذه المسألة التي لا تحتمل
التي لاحصر لها ،وفي ثنايا بلادنا معها حالة اللاحرب
أهمية القضية فالهدف فنها الماكر .ففي الثلاثية عالج واللاسلم لفترة طويلة»( .تامر
يبقي الأول والأخير؛ لأنه القضايا السياسية والوطنية فايز ،نجيب محفوظ ناق ًدا،
الحياة ،ووجدت أن قوانا من الحرب العالمية الأولي
وأموالنا تضيع في القضية، وثورة 1919م إلى الحرب القاهرة2018 ،م)
العالمية الثانية .وفى (السمان وقد قام نجيب محفوظ
مثل :العائلة الصعيدية بالتوقيع على البيان الذي
التي يرزقها الله بالأرض والخريف -ثرثرة فوق وقعه مع توفيق الحكيم
والأموال لاستغلالها من النيل -ميرامار) عالج قضايا وثروت أباظة وعدد من
أجل الحياة ،فإذا بهم من المفكرين والأدباء رف ًضا
أجل ثأر يتساقطون قتلى، ثورة 23يوليو 1952م. لحالة اللاحرب واللاسلم
الواحد بعد الآخر ،حتي وعالج قضايا الحياة والناس ( ،)1972والذي
لا يبقى سوي النساء ،كل في ظل الحرب العالمية الثانية أغضب الرئيس
هذا من أجل كرامة العائلة (خان الخليلي– زقاق المدق)،
وتقاليد الصعيد ،وتبقي
الأرض بعد ذلك لا تجد من ظهرت لمحات سياسية في
يزرعها .وفي قصتى (فنجان (عبث الأقدار -رادوبيس-
شاى) نداء ثوري صريح كفاح طيبة) ،وكان محوره
للقتال والنضال المسلح ضد الفكري السياسي في أغلب
العدو ،كما تفصح عن إدانة رواياته هو محور الحرية.
كاملة للقوة الاستعمارية، وعندما هاجمه البعض بأن
لا مكان إلا لنوعين من قضية الصراع العربى-
الإنسان ،واحد يقاتل بقلب الإسرائيلي لم تنعكس في
ملؤه الشر ،وآخر يقاتل أعماله ،مع أنها قضية
بقلب ملؤه الخير .ليس خطيرة ماسة بوجود
ثمة وجود إلا للمقاتل؛ لقد الإنسان العربي في كل
فهم العربي ذلك جي ًدا بعد مكان ..جاءت إجابته بأنه
أن سرق قطاع الطريق يلجأ إلى معالجة قضية
وطنه بأكمله( .نزار نجار، الصراع العربى -الإسرائيلي
مجلة المعرفة ،العدد ،386 في مستوي تجريدي ،كما
فعل في (تحت المطر) ،أما
1995م) المعالجة الواقعية فهي صعبة؛