Page 214 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 214

‫العـدد ‪27‬‬                            ‫‪212‬‬

                                                        ‫مارس ‪٢٠٢1‬‬

 ‫العالمي في الحقيقة أسوأ‬   ‫هل تكفي المعلومات لتغيير‬     ‫التطبيع ومتلازمة التوحد والشوكولاتة‬
    ‫كثي ًرا مما كان ُيظن‪،‬‬
                           ‫قناعة إنسان؟ بمعنى أنك لو‬
  ‫بحيث يتوقع أن ترتفع‬      ‫قمت بتقديم حقائق معرفية‬
‫درجة الحرارة نحو سبع‬
                                ‫معضدة لوجهة نظرك‬
  ‫أو عشر درجات خلال‬            ‫عند الجدال مع شخص‬
 ‫السنوات القليلة القادمة‪،‬‬   ‫يخالفك الرأي‪ ،‬وكانت تلك‬
‫مقارنة بما هي عليه الآن‪،‬‬     ‫الحقائق داحضة لأفكاره‪،‬‬
 ‫والبحث الآخر يفيد بأن‬       ‫فهل تتوقع أن تفحمه بها‬
‫تأثير الاحتباس الحراري‬     ‫وتجبره على تغيير قناعاته؟‬
 ‫أقل كثي ًرا مما يروج له‪.‬‬    ‫إجابة هذا السؤال هي لا‪.‬‬
 ‫وفي الحالتين وجدوا أن‬       ‫هناك ‪-‬على سبيل المثال‪-‬‬
 ‫تلك الأبحاث ساهمت في‬         ‫دراسات ومصادر علمية‬
‫تعميق القناعة الأساسية‬          ‫عديدة تؤكد أن العامل‬
  ‫لدى كل مجموعة‪ ،‬فمن‬       ‫البشري هو المتسبب الأكبر‬
                            ‫في تفاقم ظاهرة الاحتباس‬
                              ‫الحراري‪ ،‬ومع ذلك تجد‬      ‫أيمن عجمي‬
                               ‫أن نصف سكان أمريكا‬

                                  ‫لا يصدقون أن تغير‬
                               ‫المناخ هو حقيقة واقعة‪،‬‬
                                ‫وأن الأنشطة البشرية‬
                               ‫هي السبب الرئيسي في‬
                              ‫ذلك‪ .‬هذا مجرد مثال من‬
                              ‫أمثلة متعددة توضح أننا‬
                              ‫عندما نصادف أفكا ًرا لا‬
                           ‫تتوافق مع قناعاتنا المسبقة‬
                                ‫فنحن إما نتجاهلها أو‬
                                ‫نعقلن أسباب فسادها‪،‬‬
                                ‫فننكب على تفنيدها‪ ،‬أو‬
                           ‫نسارع بالتشكيك في دوافع‬

                                            ‫صاحبها‪.‬‬
                             ‫في إحدى التجارب العلمية‬

                                ‫قام المختبرون بتقسيم‬
                                ‫الناس إلى مجموعتين‪:‬‬
                                ‫إحداهما تؤمن بظاهرة‬

                                   ‫الاحتباس الحراري‬
                                ‫والأخرى تتعامل معها‬

                                  ‫بريبة‪ ،‬ثم أمدوا كلا‬
                                  ‫المجموعتين ببحثين‪،‬‬
                             ‫أحدهما يوضح الخطورة‬
                           ‫الكارثية للظاهرة‪ ،‬ويقول أن‬
                           ‫العلماء اكتشفوا أن الاحترار‬
   209   210   211   212   213   214   215   216   217   218   219