Page 211 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 211

‫‪209‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

                         ‫القرار الأمريكي‪.‬‬    ‫العرب أغفلنا ‪-‬عن عمد‪ -‬أن‬     ‫عام ‪ 1926‬يقول لنا‪“ :‬وجدت‬
                ‫ح ًّقا هناك مصالح مشتركة‬      ‫الدولة الصهيونية احترمت‬        ‫صورة غير الصورة التي‬
                                             ‫العلم وامتلكته منذ اللحظات‬
                  ‫بين الإمبريالية الأمريكية‬   ‫الأولى لإنشائها‪ ،‬وأنها بعد‬    ‫روج لها الإعلام العربي في‬
                ‫وإسرائيل‪ ،‬لكن يجب النظر‬                                      ‫وقتها‪ .‬لفت نظري اتصال‬
                                               ‫سنوات قليلة من اعتراف‬       ‫الفلسطينيين في بيت المقدس‬
                  ‫إلى هذه المصالح في إطار‬     ‫المجتمع الدولي بها امتلكت‬       ‫باليهود اتصا ًل عاد ًّيا في‬
                   ‫علاقة ندية بين دولتين‬       ‫القنبلة النووية‪ ،‬وأصبحت‬        ‫الحياة العامة والخاصة‪.‬‬
                     ‫قويتين‪ ،‬كل منهما لها‬    ‫سادس دولة في العالم سنة‬        ‫ومعرفة الكثير من شبابهم‬
                   ‫أهدافها الخاصة‪ ،‬وليس‬                                     ‫للغة العبرية‪ ،‬وتحدثهم إلى‬
                 ‫في إطار أن دولة إمبريالية‬       ‫‪ 1970‬أي بعد ‪ 22‬سنة‬
                ‫تفرض شروطها على نظام‬            ‫من قيامها‪ ،‬بل إنها تبيع‬                      ‫اليهود”‪.‬‬
                   ‫دولة عميل أو تابع كما‬     ‫طائرات تجسس بدون طيار‬         ‫كما أننا نحن العرب اعتمدنا‬
                                                ‫لدول متقدمة تكنولوجيًّا‬
                      ‫نتصور نحن العرب‪.‬‬       ‫مثل فرنسا والصين‪ .‬وليس‬          ‫في الخطاب السياسي على‬
                    ‫واليوم! ما أشبه اليوم‬                                     ‫الشعارات والخطب‪ ،‬مثل‬
                  ‫بالبارحة نستمر في نفس‬           ‫هذا وحسب إنما نحن‬        ‫التركيز على أن الفلسطينيين‬
                     ‫الطريق بنفس النظرة‬       ‫العرب أصحاب القول بأن‬         ‫أصحاب حق‪ ،‬مع التغاضي‬
                    ‫إلى الطرفين (فلسطين‬       ‫إسرائيل تمثل ‪-‬بدرجة أو‬        ‫عن عوامل القوة التي تدعم‬
                   ‫وإسرائيل)‪ ،‬بل والأكثر‬        ‫بأخرى‪ -‬إحدى الولايات‬      ‫هذا الحق‪ .‬وأهم هذه العوامل‬
                 ‫من ذلك أننا نسير بخطوة‬                                      ‫وحدة الصف الفلسطيني‪،‬‬
                    ‫ثابتة نحو إسرائيل من‬         ‫الأمريكية‪ :‬أي أن أنظمة‬     ‫بحيث تكون القيادة بمثابة‬
                  ‫أجل التطبيع معها وطلب‬         ‫الحكم فى إسرائيل تابعة‬         ‫حرب للتحرير الشعبية‪،‬‬
                      ‫الود منها‪ .‬فإسرائيل‬                                   ‫قيادة واحدة‪ ،‬وليست أكثر‬
                   ‫تعرف الشعوب العربية‬            ‫وعميلة لأمريكا‪ .‬وهذا‬    ‫من ‪ 17‬فصي ًل فلسطينيًّا‪ ،‬كما‬
                     ‫أكثر من معرفة القادة‬          ‫وهم شبيه بوهم أننا‬        ‫حدث بعد إنشاء‬
                                               ‫نستطيع إلقاء إسرائيل في‬     ‫منظمة التحرير‬
‫من حفل توقيع اتفاق‬                             ‫البحر‪ ،‬وذلك أن إسرائيل‬     ‫الفلسطينية‪ .‬كما‬
‫التطبيع بين المغرب‬                            ‫امتلكت كل مقومات الدولة‬
                                              ‫العصرية المستقلة‪ .‬ويكفى‬           ‫أننا نحن‬
     ‫وإسرائيل‬                                       ‫للتدليل على ذلك أنها‬
                                                   ‫تتجسس على أمريكا‪،‬‬

                                                       ‫بل إنها أصبحت‬
                                                               ‫تؤثر في‬
                                                                 ‫صنع‬
   206   207   208   209   210   211   212   213   214   215   216