Page 212 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 212

‫العـدد ‪27‬‬         ‫‪210‬‬

                                                            ‫مارس ‪٢٠٢1‬‬   ‫العرب لشعوبهم؛ فهي تعلم‬
                                                                       ‫أن الشعوب العربية ترفضها‬
‫لدرجة أن هناك من يقول‪:‬‬               ‫يعني “العملية التي‬
‫“هناك سلام بين حكومتي‬             ‫يتم بمقتضاها الانتقال‬                    ‫ولا تقبل بوجودها‪ ،‬ومع‬
                                                                         ‫ذلك تجد الشعوب العربية‬
   ‫مصر وإسرائيل‪ ،‬ولكن‬              ‫من العلاقات العدائية‬
     ‫ليس بين الشعبين”‪،‬‬            ‫والصدامية إلى علاقات‬                      ‫نفسها أمام التطبيع مع‬
                                  ‫طبيعية وعادية”‪ ،‬وهذا‬                 ‫إسرائيل! بل وعليها أن تقبل‬
   ‫حتى أن البعض وصف‬              ‫يكون من جانب الدولة‪.‬‬
  ‫اتفاق السلام بين مصر‬          ‫أما على مستوى الشعب‪،‬‬                       ‫بذلك وتتعامل مع الكيان‬
   ‫وإسرائيل بأنه لا يزال‬         ‫فلا يسمح بخروجه من‬                    ‫الصهيوني رغ ًما عن إرادتها‬
                                ‫كونه علاقات دبلوماسية‬
      ‫بار ًدا! فالتطبيع كان‬   ‫وحسب‪ ،‬فالشعب المصري‬                          ‫بحجة أن القادة يعرفون‬
   ‫من أجل عودة الأرضي‬        ‫مث ًل بعد مرور أكثر من ‪40‬‬                     ‫أكثر من شعوبهم‪ ،‬ومن‬
  ‫المصرية بالكامل‪ ،‬وإنهاء‬    ‫عا ًما على اتفاقية السلام بين‬             ‫ناحية أخرى تحاول القيادات‬
  ‫حالة الحرب‪ ،‬وفى المقابل‬     ‫القاهرة وتل أبيب؛ لا تزال‬                ‫السياسية الحاكمة أن ترسل‬
                                ‫زيارة المصري لإسرائيل‬                   ‫لنا رسائل الاطمئنان‪ ،‬تقول‬
     ‫الاعتراف بإسرائيل‪،‬‬                                                 ‫من خلالها إنه تطبيع شكلي‬
‫فالتطبيع في مصر ظل عند‬              ‫فع ًل أشبه بالمحرمة‪،‬‬
                                 ‫ولا يسمح لأى صحافي‬                                     ‫وصوري!‬
  ‫الحد الأدنى له‪ ،‬لأن ذلك‬    ‫بالتواصل مع أى إسرائيلي‪،‬‬                  ‫هذا ما يجعلنا أمام مستويين‬
‫مرتبط بالموقف الإسرائيلي‬
                                                                         ‫من التطبيع‪ :‬تطبيع الدولة‪،‬‬
  ‫من القضية الفلسطينية‪،‬‬                                                   ‫وتطبيع الشعب‪،‬‬
‫وتطورات تسوية الصراع‬
                                                                             ‫فالتطبيع‬
      ‫العربي‪ -‬الإسرائيلي‬
  ‫بصورة عامة‪ ،‬بالإضافة‬
‫إلى فتور الشعب‬
  ‫المصري‬
   207   208   209   210   211   212   213   214   215   216   217