Page 198 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 198
إسرائيل ،واكتسب أهميته العـدد 27 لا تقل :رفض التطبيع.. 196
بفضل اتضاح جوانبه وقل :التطبيع والتطبيع المضاد!
وأبعاده السياسية من مارس ٢٠٢1 عصام الزهيري
رفض الاعتراف بالكيان ربما تحتفظ الذاكرة
الغاصب ،إلى جوانبه
الاقتصادية والأمنية الثقافية المصرية ببعض
والتجارية وهي تكبيد وقائع عام 2020في ملف
الإسرائيليين خسائر
تضع عليه عنوا ًنا مثل:
اقتصادية ملموسة نتيجة عام انكشاف المفاهيم
رفضهم المتعنت للاعتراف المضادة للتطبيع ،أو عام
اتضاح وانكشاف فعاليات
بحقوق الفلسطينيين في «التطبيع المضاد»! وقد
أرضهم ودولتهم ،وبمضي يبدو تركيب لفظي مثل
الزمن تساقطت الفعاليات «التطبيع المضاد» غريبًا أو
متناق ًضا من وجهة لفظية
الحاسمة أو الملموسة ومنطقية ،لكن ما الذي أبقاه
لموقف التطبيع وبقي الواقع العربي من الغرائب
فقط جانبه العاطفي ،فلم والمتناقضات لم يتعايش
يكن الحصار الرسمي معه تعاي ًشا كام ًل؟! وما
ثم الشعبي العربي على هو الوضع العجيب الذي لم
إسرائيل ف َّعا ًل في جوانبه يطبع العرب علاقاتهم معه
السياسية والاقتصادية، واعتبروه أم ًرا عاد ًّيا يمرون
ولم يسفر جانبه الأمني عليه ممسين ومصبحين
سوى عن مزيد من دون أن يثير التفاتهم؟!
التشدد الإسرائيلي تجاه
حقوق الفلسطينيين ،بعد منذ عقد اتفاقيات
أن أصبح الأمن -بدي ًل كامب ديفيد التي
عن السلام -هو المطلب وقع عليها الرئيس
السياسي والأولوية الأولى المصري «محمد أنور
على أجندة كل تيارات السادات» ورئيس الوزراء
السياسة بداخل إسرائيل، الاسرائيلي «مناحم بيجن»
والمطلب الدبلوماسي في 17سبتمبر ،1978ومن
الأول على أجندة السياسة قبلها منذ يوم 19نوفمبر
الخارجية الإسرائيلية، 1977عندما هبطت طائرة
حتى بعد أن توقفت تقريبًا الرئيس« السادات» في
كل الحروب بين العرب مطار بن جوريون في تل
وإسرائيل ،ولم تبق سوى أبيب ،استقرت فعاليات
تلك المناوشات الحدودية رفض التطبيع مع إسرائيل
بين إسرائيل وحزب الله، ضمن مصطلحات القاموس
وهي تشبه أي مناوشات السياسي العربي ،ورسخ
حدودية أخرى في مناطق مع تأصيله ضمن فعاليات
فرض الحصار العربي
الشامل -الذي كان لا يزال
شام ًل في تلك الآونة -على