Page 200 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 200

‫العـدد ‪27‬‬         ‫‪198‬‬

                                                            ‫مارس ‪٢٠٢1‬‬   ‫هذه الأحداث الجسام خلقت‬
                                                                        ‫واق ًعا عربيًّا جدي ًدا ومختل ًفا‪،‬‬
     ‫مصر منها‪ ،‬أو وقف‬          ‫وإسرائيل‪ .‬بدأت بالاتفاقية‬
 ‫العمل بها‪ ،‬وهو ما يعكس‬          ‫الإماراتية الإسرائيلية في‬                  ‫أكثر ضع ًفا بما لا يقاس‬
  ‫هذه المرة موق ًفا سياسيًّا‬    ‫‪ ١٣‬أغسطس ‪ ،٢٠٢٠‬تلاه‬                       ‫بما كان قبله بالطبع‪ ،‬لكنه‬
                                  ‫اتفاق السلام البحريني‬                   ‫واقع يفرض على كل حال‬
      ‫شعبيًّا ‪-‬لا رسميًّا‪-‬‬      ‫الإسرائيلي في ‪ ١٥‬سبتمبر‬                  ‫أهمية صياغة رؤى جديدة‪،‬‬
      ‫تجاه اتفاقية السلام‬                                               ‫وضرورات مساءلة المفاهيم‬
   ‫مع إسرائيل‪ ،‬بافتراض‬        ‫‪ ،٢٠٢٠‬تلته اتفاقية السلام‬                 ‫المتقادمة على كل المستويات‪،‬‬
     ‫صدق نظرية الفصل‬            ‫السودانية الإسرائيلية في‬                   ‫ومن بينها مفهوم رفض‬
     ‫بين الحكومات الحرة‬                                                ‫التطبيع شعبيًّا الذي أتت سنة‬
     ‫في التطبيع والشعوب‬        ‫‪ ٢٣‬أكتوبر ‪ ،٢٠٢٠‬وأخي ًرا‬                  ‫‪ ٢٠٢٠‬بأحداثها وملامحها‬
     ‫المقيدة بإزائه‪ .‬وربما‬        ‫اتفاقية السلام المغربية‬                 ‫حاسمة على مستوى طرح‬
  ‫تكون الأحداث بعد ثورة‬                                                   ‫الضرورة لصياغة تعريف‬
 ‫‪ ٢٥‬يناير ‪ ٢٠١١‬في مصر‬          ‫الإسرائيلية في ‪ ١٠‬ديسمبر‬
  ‫كاشفة على هذا المستوى‬            ‫‪ ،٢٠٢٠‬ويقال إن ثمة‬                       ‫واضح على الأقل لما هو‬
    ‫إلى حد بعيد‪ ،‬فالرئيس‬                                                   ‫التطبيع المرفوض شعبيًّا‬
 ‫الإخواني الذي حكم عا ًما‬     ‫اتفاقيات سلام ودول عربية‬                    ‫ولاقتراح الآليات المناسبة‬
   ‫واح ًدا من يوليو ‪٢٠١٢‬‬        ‫أخرى قادمة على الطريق‪.‬‬
   ‫ثم مضى بثورة جديدة‬                                                         ‫لتجسيم هذا الرفض‪.‬‬
‫في يونيو ‪ ،٢٠١٣‬لم يمض‬           ‫موقف الشعوب‬                              ‫من أهم أحداث عام ‪٢٠٢٠‬‬
  ‫إلا بعد أن سجل سلو ًكا‬      ‫العربية من التطبيع‬
  ‫كان من قبل يثير غضبه‬                                                       ‫الجسيمة ‪-‬بعد ملحمة‬
‫وغضب جماعته «الشعبي»‬             ‫البديهي في حال عقد أي‬                     ‫مواجهة فيروس كورونا‬
      ‫العارم ضد الرئيس‬             ‫اتفاقيات بين الدول أن‬                 ‫عالميًّا بالطبع‪ -‬كان الإعلان‬
 ‫«حسني مبارك» ونظامه‪،‬‬            ‫تكون الحكومات الموقعة‬                  ‫عن عدد من اتفاقيات سلام‬
     ‫وقد قوست على كلمة‬             ‫عليها ممثلة لشعوبها‪،‬‬                   ‫عربية إسرائيلية مع بلدان‬
‫الشعبي لأن موقف جماعة‬              ‫لكننا في أدبيات رفض‬                 ‫عربية لم تكن ‪-‬تاريخيًّا‪ -‬على‬
 ‫الإخوان الرافض للتطبيع‬            ‫التطبيع العربي اعتدنا‬                    ‫خط المواجهة بين العرب‬
      ‫‪-‬شكليًّا كما افتضح‬      ‫إقامة فصل على غير أساس‬
   ‫فيما بعد‪ -‬كان يحسب‬            ‫بين تصرفات الحكومات‬                                ‫عبد العظيم حماد‬
     ‫على الإجماع الشعبي‬            ‫(التي نعتبرها حرة في‬
    ‫الرافض للتطبيع‪ .‬وما‬         ‫عقد ما تشاء من اتفاقيات‬
  ‫تبين في أعقاب ‪ ٢٠١١‬أن‬        ‫تمليها المصلحة والضرورة‬
 ‫الإجماع الشعبي الرافض‬           ‫العملية)‪ ،‬وبين الشعوب‬
    ‫للتطبيع كان مطرو ًحا‬
 ‫بقوة على أجندة التفاوض‬              ‫التي نعتبرها ملزمة‬
    ‫بين الجماعة وأمريكا‪،‬‬         ‫بإبداء مواقف صلبة على‬
 ‫وبينها وبين إسرائيل من‬
  ‫الباطن‪ ،‬منذ عام ‪٢٠٠٥‬‬             ‫أسس مبدئية وعاطفية‬
‫وما قبله خلال مفاوضات‬               ‫راسخة‪ .‬على الصعيد‬
‫«الارتباط البناء» وفعالياته‬
                                  ‫المصري ‪-‬مث ًل‪ -‬لم يعد‬
                                ‫يوجد حزب أو تيار واحد‬
                              ‫يحتفظ بين برامجه ‪-‬أسوة‬
                                ‫بالسابق‪ -‬بمطلب إسقاط‬

                                  ‫اتفاقية السلام المصرية‬
                                 ‫الإسرائيلية‪ ،‬أو انسحاب‬
   195   196   197   198   199   200   201   202   203   204   205