Page 220 - ميريت الثقافية- عدد رقم 26 فبراير 2021
P. 220

‫العـدد ‪26‬‬                     ‫‪218‬‬

                             ‫فبراير ‪٢٠٢1‬‬                  ‫أسامة جاد‬

                                              ‫الموثوقية والدقة‪..‬‬
                             ‫علامتان بارزتان في مشروع الترجمة‬

                                                 ‫عند رفعت سَّلم‬

    ‫باعدت بيننا المسافة بعد‬   ‫شاعر أو نص‪ .‬بل ولم يكن‬          ‫كان لقائي الأول مع‬
 ‫هذا اللقاء الوحيد؛ انشغلت‬      ‫أقصى أحلام الاتصالات‬
                               ‫يتجاوز هاتف السيارة أو‬          ‫الشاعر المترجم الكبير‬
   ‫أنا في الدراسة الجامعية‪،‬‬     ‫الهاتف اللاسلكي المتنقل‬       ‫رفعت سلام على مقهى‬
   ‫ومن بعدها السفر للعمل‬                                     ‫«زهرة البستان» في عام‬
    ‫في جريدة «الشبيبة» في‬     ‫المرتبط بالتليفون الأرضي‪.‬‬   ‫‪ .1989‬وكانت تلك مصادفة‬
  ‫سلطنة عمان‪ ،‬وانشغل هو‬       ‫ولم يكن بوسع المرء منا أن‬    ‫سعيدة للغاية بعد أن قرأت‬
  ‫برحلة عمله الصحافية في‬                                   ‫ترجمته البديعة للمجموعة‬
‫وكالة أنباء الشرق الأوسط‪،‬‬       ‫يجد ترجمة حديثة سوى‬       ‫الشعرية «غيمة في بنطلون»‬
‫وبمشروعه الإبداعي شاع ًرا‬         ‫لعدد محدود للغاية من‬        ‫للشاعر الروسي الكبير‬
                                                              ‫فلاديمير ماياكوفسكي‪.‬‬
                 ‫ومترج ًما‪.‬‬   ‫الشعراء‪ ،‬الأمر الذي كرس‬       ‫تحدثنا عن الديوان بعض‬
      ‫في غربتي كنت شديد‬       ‫لأهمية كتاب «ثورة الشعر‬       ‫الوقت‪ ،‬وحدثني عن عمله‬
     ‫الشغف بآرتور رامبو‪،‬‬                                  ‫على ترجمة أعمال بوشكين‪،‬‬
     ‫وطلبت من شقيقي أي‬           ‫الحديث» للقدير الراحل‬    ‫شاعر روسيا المتفرد الكبير‪،‬‬
  ‫ترجمة له‪ ،‬ولم يجد سوى‬        ‫عبد الغفار مكاوي ليصبح‬       ‫وعن ترجماته لـ»سوناتا‬
  ‫ترجمة قديمة لـ»إشراقات‬       ‫المرجعية الأولى لكل مهتم‬      ‫ضوء القمر» لريتسوس‪.‬‬
   ‫رامبو»‪ ،‬ثم التقيت كاميه‬                                   ‫في ‪ ،1989‬لم يكن الحال‬
   ‫كابانا‪ ،‬مستشار الرئيس‬         ‫بالتعرف على نماذج من‬      ‫كما هو الآن؛ لم تكن هناك‬
 ‫جاك شيراك ورئيس معهد‬        ‫الشعر العالمي المعاصر‪ ،‬فيما‬    ‫شبكة للإنترنت تدخل كل‬
   ‫العالم العربي في باريس‪،‬‬                                ‫بيت وهاتف‪ ،‬ولا كان هناك‬
     ‫وتطرقت محاورتنا إلى‬        ‫شق رفعت سلام طريقه‬          ‫«جوجل» نبحث عبره عن‬
‫رامبو وترجماته إلى العربية‪،‬‬  ‫حثيثًا في تقديم أعمال تخص‬
                             ‫شعراء منفردين من شعراء‬

                              ‫العالم المعاصرين‪ :‬كفافيس‬
                              ‫وريتسوس وماياكوفسكي‬

                                     ‫وبوشكين وغيرهم‪.‬‬
   215   216   217   218   219   220   221   222   223   224   225