Page 26 - ميريت الثقافية- عدد رقم 26 فبراير 2021
P. 26

‫العـدد ‪26‬‬    ‫‪24‬‬

                                                      ‫فبراير ‪٢٠٢1‬‬

‫د‪.‬بهاء ال ّدين محمد مزيد‬

‫في شعر رفعت سّلم‪:‬‬
‫كيف يرتوي «ظام ٌئ‪ ..‬من طوفان»؟‬

‫في قصائد رفعت س ّلم ك ُّل ما ألفت عيناك وأذناك من مباهج ال ّشعر‬
‫ومفاتنه ومنافعه‪ ،‬وفيها قي ٌم « ُمضافة»‪ ،‬لع ّل هذه الدراسة قد ن ّبه ْت إلى‬
‫بعضها أو ن ّوه ْت به‪ .‬وليس يحول بين قصائد س ّلم وبين استساغة‬
‫القارئ واستحسانه إ ّل ما يسربل شعر الحداثة من أوهام وأفكار مغلوطة‪،‬‬

‫ومخاوف غير مب ّررة‪ ،‬وشائعات ير ّوجها كارهوه‪ ،‬مع تقصير وتخاذل من‬
‫جهة القائمين على تعليم الأجيال الجديدة وتثقيفها‪ .‬رفعت س ّلم ‪-‬كما يظهر‬
‫في ديوانه (إلى ال ّنهار الماضي)‪ -‬فص ٌل مه ٌّم من فصول كتاب الشعر العربي‬
‫الكبير الزاخر العريق ينبغي ألا تفوت الأجيال الجديدة مطالعته‪.‬‬

        ‫بين اليقين والغرق‬                             ‫يكتب أحمد الشهاوي على صفحته في الفيسبوك‪:‬‬

   ‫صدر ديوان رفعت س ّلم (إلى النّهار الماضي‪،‬‬            ‫«ال َّشاع ُر الذي يم ِشي في الطري ِق المُستقي ِم لا يص ُل‬
‫‪ )1998‬ضمن الأعمال الكاملة عن الهيئة المصر ّية‬             ‫أب ًدا‪ ،‬لأ َّن ُه أسا ًسا لم يجد طري ًقا‪ ،‬ولا طريق ًة‪ ،‬ولا‬
                                                          ‫طرائ َق أخرى للتعبير‪ .‬والطري ُق ‪-‬عندي‪ -‬يعني‬
   ‫العا ّمة للكتاب‪ .‬على سبيل الاستهلال والتأ ّهب‪،‬‬         ‫فرادة‪ ،‬وخصوصية‪ ،‬وذهاب وحيد نحو النقط ِة‬
‫ينبغي أن تتأ ّسس قراءة رفعت س ّلم على يقينين‪،‬‬
‫الأول‪ ،‬أ ّن في قصائده ما يب ّرر الاجتهاد في تذ ّوقها‬   ‫التي يقص ُدها المبد ُع» (‪ 23‬ديسمبر ‪ .)2020‬وكأ ّن‬
‫وتفسيرها‪ ،‬فيها متعة استثنائيّة‪ ،‬من يصبر يظفر‬              ‫الشهاوي يصف شعره ويصف شعر كثير من‬

 ‫بها‪ .‬الثاني هو أ ّن تلك المكابدة في بلوغ بعض ما‬        ‫الحداثيين الجا ّدين‪ ،‬وفي الطبقة الأولى منهم رفعت‬
    ‫في القصائد من بهجة ومتعة وتجربة هي من‬                                                      ‫س ّلم‪.‬‬
  ‫ضرورات القراءة الواعية عمو ًما‪ ،‬وقراءة شعر‬
                                                      ‫هذه هوامش على ديوانين لرفعت س ّلم‪( :‬إلى النهار‬
 ‫الحداثة وشعر س ّلم على وجه الخصوص‪ ،‬وأ ّن‬             ‫الماضي) و(أرعى الشياه على المياه)‪ ،‬تشير إلى بعض‬
 ‫استعصاء القصائد على القراءة الكسولة السالبة‬          ‫ما فيهما من تجريب ومن سمات شعر ّية مائزة‪ ،‬من‬

                                                                      ‫غير زعم الاستقصاء أو الاكتمال‪.‬‬
   21   22   23   24   25   26   27   28   29   30   31