Page 43 - ميريت الثقافية- عدد رقم 26 فبراير 2021
P. 43

‫‪41‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

             ‫رؤى نقدية‬

                                                                      ‫بالتواريخ المعلنة والمهمشة‪،‬‬

                                                                      ‫تختصر أزمنة قاهرة وتواري ًخا‬
                                                                      ‫مجروحة نازفة وأوجا ًعا‬
                                                                      ‫إنسانية كلية بلا فواصل ولا‬

                                                                      ‫حدود‪ .‬لقد انتفت فكرة الأحادية‬

                                                                      ‫والثنائية سواء في بنية العلوم‬

                                                                      ‫التطبيقية التجريبية أو بنية‬

                                                                      ‫النصوص أو بنية الأفكار‬

                                                                      ‫النقدية التي تعالج النصوص‪،‬‬

                                                                      ‫وحلت محلها فكرة التحليل‬

                                                                      ‫المنظومي (‪SYSTEMS‬‬

                                                                      ‫‪ )ANALYSIS‬التي تقوم‬

                                                                      ‫على مفهوم التفكير الشبكي‬

                                                                      ‫المنظومي البيني التعددي‬

                                                                      ‫القائم على فكرة العلاقات‬

‫أحمد طه‬      ‫أمجد ريان‬                                       ‫حسن طلب‬        ‫المتشابكات المتداخلات‪ ،‬لا‬
                                                                      ‫التفكير الجزئي القائم على البنية‬

            ‫إمكان الواقع والحلم والخيال‪ ،‬حيث الظاهرة أ ًّيا‬                     ‫المغلقة والاستقلال والانعزال‪،‬‬
          ‫كان لونها ومقصدها‪ -‬جمالية‪ -‬معرفية‪ -‬ثقافية‪-‬‬              ‫وشتان بين منهجية التفكير الشبكي الدينامي‬
         ‫أيديولوجية‪ -‬تاريخية‪ ،‬مما يقع في المجال الإنشائي‬     ‫البيني‪ ،‬ومنهجية التفكير البنائي الأحادي‪ ،‬فالتفكير‬
         ‫التخييلي الواسع المترامي‪ ،‬لا الحيز الخبري الواقعي‬    ‫الجمالي والنقدي الشبكي الذي ندعو إليه هنا قائم‬
         ‫الضيق‪ ،‬فمنهجية المجالات الجمالية المعرفية البينية‬     ‫على فكرة الكل البيني الدينامي الحيوي‪ ،‬لا فكرة‬
                                                                  ‫العنصر الجزئي المنعزل المستقل‪ ،‬وفي التفكير‬
               ‫تقوم على التفاعل والتعدد والتداخل الدينامي‬         ‫الشبكي المنظومي ‪ systematic‬يتخذ الجزئي‬
         ‫المترامي الفعال في علاقتها الكلية الشذرية التشعبية‬     ‫قيمته من الكل الدينامي الحيوي وليس العكس‪،‬‬
                                                              ‫كما نجد منظومة التفكير تتجاوز فكرتى‪ :‬الصحة‬
            ‫بكل أشكال الجمال في هذه الحياة‪ ،‬فالمعرفة هنا‬          ‫والخطأ الغليظتين الحادتين‪ ،‬إلى قوة الحقيقة‬
           ‫معرفة تعددية مترامية مفتوحة على مطلق تداخل‬         ‫استشرافية التشعبية الحية الملتحمة بهموم الواقع‬
            ‫الأشكال دفعة واحدة‪ ،‬حيث النص يحض في كل‬              ‫والمستقبل م ًعا‪ ،‬كما أن منظومة التفكير الشبكي‬
            ‫توجهاته على الربط بين وجوه كثيرة من وجوه‬          ‫البيني تسلم بمنطق الحركة المتعددة المتحركة فلا‬
          ‫الحقائق الجمالية والإنسانية والوجودية والقيمية‬      ‫تقنع بمجرد فكرة البنية الحدية المستقرة‪ ،‬فحركة‬
            ‫اللامتناهية‪ ،‬ومن هنا كانت شعرية رفعت سلام‬            ‫الشيء هي الموجه والمنطلق وليس مجرد بنيته‬
         ‫فلذة حية مقتطعة من روح الحياة نفسها تتأبي على‬

         ‫كل تفسير أو تأطير أوتصنيف‪ ،‬قطعة تجمع بين‬            ‫القارة‪ ،‬وتركيبه الجزئي المنعزل‪ ،‬إذ دائ ًما ما يكسر‬
         ‫الراهني والتجريبي والمستقبلي دفعة واحدة‪ ،‬مما‬        ‫الواقع هذه البنية الحدية ويغيرها على الدوام‪ ،‬فعلي‬

         ‫حين يتخذ الفكر الخطي الأحادي المنعزل من فكرة يدفع بالوعي الجمالي والنقدي إلى أقاصيه المعرفية‬
                                  ‫والتخييلية البعيدة‪.‬‬
         ‫لقد أصغي رفعت سلام باقتدار تشكيلي لكثافة‬            ‫الحد مستق ًّرا وهد ًفا‪ ،‬يتخذ الفكر الشبكي المنظومي‬
                                                                ‫من الفكر البيني التداخلي الدينامي هد ًفا حيو ًّيا‬
         ‫لحظته الحضارية الفاجعة التي كان يحياها‪ ،‬فكان‬                 ‫جدليًّا مفتو ًحا‪ ،‬يقوم على شبكة متعددة متسعة‬
            ‫ألصق بزحام اللحظة وفجيعتها وكثافتها‪ ،‬ولم‬                  ‫من العلاقات التخييلية البينية‪ ،‬فات ًحا الآفاق على‬
   38   39   40   41   42   43   44   45   46   47   48