Page 69 - ميريت الثقافية- عدد رقم 26 فبراير 2021
P. 69

‫‪67‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

              ‫رؤى نقدية‬

                                                                     ‫للمقول الشعري‪.‬‬

                                                                     ‫أما الهامش‪ ،‬ونحن مازلنا في‬

                                                                     ‫سياق الزخم الشعري حال‬

                                                                     ‫الكتابة‪ ،‬فقد جاء مختل ًفا‪،‬‬

                                                                     ‫فزيادة على كونه يتجاوز‬

                                                                     ‫مهمته التفسيرية المحدودة‬

                                                                     ‫كما هو السائد؛ فإنه يفتح‬

                                                                     ‫با ًبا إضافيًّا لإثراء التجربة‬
                                                                      ‫بامتداد الرؤية إلى خارج‬

                                                                     ‫المتن الشعري‪ ،‬والرابط بين‬

                                                                     ‫المتن والهامش في هذه الحالة‬

                                                                       ‫هو نسبية الإيقاع عل ًوا في‬
                                                                     ‫المتن وانخفا ًضا في الهامش‪،‬‬
                                                                     ‫فالهامش على العكس من‬

                                                                     ‫المتن لم يأت مصمتًا مشدو ًدا‬
                                                                      ‫إلى َأ َب ٍد‪ ،‬ولكن جاء منبس ًطا‪،‬‬
‫أمل دنقل‬      ‫سعدي يوسف‬                                  ‫مصطفى ناصف‬  ‫ح ًّرا‪ ،‬تتخلله علامات الترقيم‬

          ‫هذه النصوص‪ ،‬وتتجلى من ثم عناية التحضير‬         ‫(الفاصلة والنقطة‪ ،‬زيادة على مختلف أدوات‬

          ‫المطول للديوان‪ ،‬بما يشمله كل قسم أو عنوان‬                  ‫الربط) وبما يسمح بالتقاط النفس‪ ،‬هذا‬

           ‫فيه‪ ،‬وهو ما يمكن وصفه بهندسة النص‪/‬‬                 ‫الازدواج في الإيقاع أضاف راف ًدا أساسيًّا‬
          ‫الديوان‪ ،‬حتى لكأنه بحث علمي‪ ،‬أجاد كاتبه‬        ‫لتوازن النص من جهة‪ ،‬تفاو ًتا وتباد ًل‪ ،‬وساعد‬

                             ‫وضع خطته‪.‬‬                   ‫على انسجام النص من جهة ثانية‪ ،‬إذ المتن هو‬

          ‫أتحدث هنا عن الجانب الشكلي بطبيعة الحال‪،‬‬       ‫الذي يطرح الهامش‪ ،‬والهامش ينبت من المتن‪.‬‬

          ‫أما الغوص في تفاصيل الأقسام والعناوين‬                      ‫ينمي رفعت سلام في (الإشراقات) نزوعه‬

          ‫المنبثقة عنها من منظور تأويلي معمق؛ فشيء‬       ‫التجريبي درجة أخرى‪ ،‬فنجد في المتن بعض‬

          ‫آخر‪ ،‬سيأخذ في اعتباره كثافة فردانية خطاب‬       ‫الفقرات الشعرية المميزة بالأسود الثقيل‪ ،‬هذه‬

          ‫الشاعر أول الأمر‪ ،‬وعلة ذلك‪ ،‬ثم يناقش دلالة‬     ‫الفقرات تشتغل على تصحيح مسار الرؤية‬

          ‫الشعرية من ناحية المفهوم‪ /‬الدلالة‪ ،‬وفي اتجاه الوصل والقطع ووجود الروابط من عدمها‪،‬‬
          ‫يبدو اختزا ًل لحدة امتداد غضب المتن في غالب وعلاقة ذلك جميعه بمنظور الرؤية الشعرية‬
              ‫ومجال القول الشعري وأثره على اتساق‬
                                                                     ‫المواضع التي وردت فيها(‪.)6‬‬
          ‫النص وانسجامه‪ ،‬وسيرصد مصادر التخييل‬
                                                                     ‫من حيث التصميم الهيكلي للديوان‪ ،‬قسمه‬
          ‫الشاعر إلى عدد من الإشراقات‪ ،‬الأولى (إشراقة في النص الحداثي‪ ،‬بد ًءا من النبر فالإيقاع‪ ،‬ثم‬
          ‫الوحدات الصورية الصغرى‪ ،‬وانتهاء بالمشهدية‬      ‫المروق) يتفرع عنها العناوين ( ُمراودة‪ ،‬مراوغة‪،‬‬
          ‫المتكاملة‪ ،‬ثم يبحث أنساق تداخل الأصوات من‬        ‫مراوحة‪ ،‬مكابدة)‪ ،‬ثم (إشراقة السفر) وتأتي‬

          ‫حيث التقاطع والتوازي داخل النص‪ ،‬ودورها‬         ‫نف ًسا شعر ًّيا واح ًدا‪ ،‬ثم (إشراقة الغياب) يتفرع‬
             ‫في تحقق التجربة وأثرها في عملية التلقي‪،‬‬       ‫عنها العناوين (قاف‪ ،‬راء‪ ،‬عين‪ ،‬حاء راء صاد‬

          ‫ثم سيتوقف أمام المعجم الشعري للشاعر‪،‬‬           ‫سين‪ ،‬لام‪ ،‬خاء‪ ،‬كاف‪ ،‬و ق ت‪ ،‬ياء)‪ ،‬وبالنظر‬

          ‫والظواهر الأسلوبية التي مثلت تجريبًا مفار ًقا‬  ‫إلى التقسيم السابق؛ يتأكد لنا وعيًا ساب ًقا على‬
          ‫في الخطاب الشعري عمو ًما لرفعت سلام‪ ..‬إلخ‪.‬‬     ‫الكتابة هو الذي قاد إلى دهشة التجريب في‬
   64   65   66   67   68   69   70   71   72   73   74