Page 31 - مسيلة للدموع
P. 31
قاطع تخمينها البعيد عن الحقيقة ،وقال مبتسما:
-بل إنه شريط بصوتي أنا.
قالت في دهشة:
-حقا؟! لم أعرف أنك تجيد الغناء ،هذا ارئع.
رفع آسر أرسه إلى أعلى ،وأغمض عينيه ارفعا حاجبيه ،وضحك استغ اربا من تفسي ارتها الغريبة ،ثم قال:
-يا إلهي ،اسمعي يا حورية ،أنا لا أجيد الغناء ،وهذا الشريط لا يحتوي على أغنيات ،سأوضح ل ِك..
-آسفة حقا أنني متوترة قليلا..
-لا علي ِك ،اسمعي ،أولا :إن هذا الشريط سر بيننا ،ثانيا :إن ِك لن تستمعي إليه الآن...
قاطعته بدهشة ،وقالت:
-ماذا؟! هذا ليس عدلا.
قال:
-بل هو كذلك ،ستستمعين إليه ولكن ليس الآن ،لن تستمعي إليه إلا عندما...
قاطعته مجددا ،وقالت في غضب:
-يا إلهي ،إلا عندما نتزوج؟ إنه وعٌد بعيدِ ..لَم أتيت به الآن إذن؟ أهو تعذي ٌب حتي تقتلني من الفضول؟
ظل آسر مبتسما يهز أرسه بالنفي ،متعجبا من حماسها الطفولي ،حتى لاحظت حورية أنها ثرثارة زيادة
عن اللازم ،فصمتت لتستمع لما سيقوله.
قال ضاحكا:
-ليس كذلك يا حورية ،ليس كذلك ،فقط اسمعي.
31
مسيلة للدموع