Page 98 - مسيلة للدموع
P. 98

‫‪ -‬اشتقت إلي ِك يا فاطمة‪ ،‬أما زل ِت نحيفة؟ ألم تسمني قليلا؟‬

                                                    ‫‪ -‬كيف أسمن وأنا لم أذق الطعام في غيابك أيها الوغد‪.‬‬
                   ‫‪ -‬ما ازل لسانك أطول من ِك يا صغيرتي‪ ،‬فلنؤجل شجارنا حتى أخرج‪ ،‬وحينها لن تفلتي مني‪.‬‬

                                                  ‫‪ -‬افعلها وحسب‪ ،‬لا أود أن أفلت منك‪ ،‬فقط افعلها واخرج‪.‬‬

      ‫لم تب َق إلّا نظرة واحدة‪ ،‬نظرة بدون عناق أو كلمات تعبر عن الحب والشوق والافتقاد‪ ،‬ولكنها تلخصهم‬
                                                                                                 ‫جميعا‪.‬‬

                                                                                         ‫قال آسر باسما‪:‬‬
                                                                                 ‫‪ -‬كيف حالك يا حورية؟‬

                                                                              ‫‪ -‬كيف حالك أنت يا آسر؟‬

      ‫‪ -‬بخيٍر بالتأكيد ما دمت أ اركم‪ ،‬يالها من مفاجأة‪ ،‬لم أتوقع أن تأتي؛ فقد علمت أن الزيارة تكون من‬
                                                                      ‫الدرجة الأولى‪ ،‬أي أف ارد العائلة فقط‪.‬‬

                                                    ‫‪ -‬نعم هو كذلك‪ ،‬ولكننا حصلنا على تصريح لكي أ ارك‪.‬‬

                                                                                        ‫‪ -‬بهذه السهولة؟‬

                                                                                       ‫ردت فاطمة بمرح‪:‬‬
           ‫‪ -‬بالطبع لم يكن الأمر بهذه السهولة‪ ،‬لقد كانت مهمة شاقة جدا‪ ،‬ولكن حورية ص ّممت أن تخوضها‪.‬‬

                                                                             ‫رد آسر والسعادة تعلو وجهه‪:‬‬
                                                                         ‫‪ -‬حقا ما تقوله فاطمة يا حورية؟‬

‫‪98‬‬

                                                                                            ‫مسيلة للدموع‬
   93   94   95   96   97   98   99   100   101   102   103