Page 99 - مسيلة للدموع
P. 99
أخفضت حورية عينيها ،وتلونت وجنتاها ،وابتسمت محاولة إخفاء حيائها.
صاحت فاطمة ،وقالت:
-عزيزتي ،ليس هذا وقتا للخجل رجاء ،ستنتهي الزيارة وأن ِت لم تقولي شيئا.
أردفت حورية:
-نعم صحيح ،خضت هذه التجربة الشاقة فقط لأسألك عما إذا كان هناك جزٌء ثا ٍن من الشريط ال ُمس َّجل،
أظن أن الشريط الذي أعطيتني إياه لم يكن كاملا ،أليس كذلك؟
رفع آسر حاجبيه ،وحك أرسه ،وقال:
-نعم ،ولكن ليس هناك جزء ثا ٍن من الشريط ،بل إن الجزء المتبقي سأخبرك إياه لاحقا ،وجها لوجه.
ضحكت حورية ضحكة خجولة ،ونظرت إليها فاطمة ،ثم قالت:
-عذ ار يا حورية ،فآسر يحب الألغاز منذ نعومة أظافره ،إذا قال شيئا بشكل مباشر دون متاهات يشعر
بأنه قد خسر المعركة.
تبادلوا الضحكات والمزحات.
أشار آسر نحو كرٍم ومحمد ،وقال:
-انظرن ،هذان رفيقاي في الزن ازنة ،ربما يجب أن تتعرفن على أسرتيهم ،وأن تأتوا في الزيارة سويا في
كل مرة.
قالت أم آسر ،وقد اكتنفت ملامحها الطمأنينة:
-سيماهم في وجوههم ،صداقة مثل هؤلاء تهّون م اررة افتقاد الأهل والأحباب ،وتصنع روح الأسرة داخل
الزن ازنة ،أليس كذلك يا آسر؟
-صدق ِت يا أمي ،إننا جميعا كأسرة كبيرة في الزن ازنة.
-توقع ماذا أحضرت لك يا آسر؟
-محشي؟
99
مسيلة للدموع