Page 100 - m
P. 100
العـدد 57 98
سبتمبر ٢٠٢3
والظل ورائي
طق ..طق
الظل ورائي ..ورائي ..ورائي»
:10 /55يرن جرس الحصة الثالثة ،الصف السابع
كعادته فارغ ،سبعة تلاميذ فقط ،نزهة تدريسية،
يدعك تنسرح في حلمك براحة وخفة ،تبصر الض َّفة
وكأنها على مرمى حجر ،يرمي صالح صوته في
سمعي« :أنت مدان يا هذا»:
«ما أكبر ظلك إنسا ًنا يملك عشر هويات
في زمن لا يملك أي هويه»
:12ينتهي الدوام وأهرع قبل التلاميذ إلى الخروج،
ينفحني هواء نقي ونسائم عذبة من الحقول
والمساحات الفسيحة التي تحيط وتطوق مدرسة
القرية بحزامها:
«غنيت
صفرت
صرخت
ضحكت ..ضحكت ..ضحكت
وأحسست أني أملك كل البحر وكل الليل
وكل الأرصفة السوداء
إني أجبرها الآن على أن تصغي لي
أن تصبح رج ًعا لندائي
أن تصبح جز ًءا من صوت حذائي
طق ..طق ..طق»..
طقطقة إطارات الباص تسحق حلمي ،المدرسون
متهالكون على المقاعد في با ٍص متهالك متدا ٍع من
الحرب العالمية الثانية ،أبحث عن مقعد خا ٍل لا
يشاركني فيه أحد وعن نافذة تذكرني بالضفة
-الأزر ُق مر ّقش -يذكرني صالح« :أنت مدان يا
هذا»:
«ومددت يدي ..ما زالت عشر هوياتي في جيبي
هذا اسمي
هذا رسمي
هذا ختم مدير الشرطة في بلدي
هذا توقيع وزير العدل وقد مد به زهو حز فمي
وأطاح بسن من أسناني
خدش بع ًضا من عنواني
وخشيت بأن ..فبلعت لساني
ومعي سبع هويات أخرى
أقسم لو مر بها جبل أحنى قامته ولقال:
هي الكبرى
عن شعري
عن أدبي